مسنة تنقذ 31 شخصاً من الموت أثناء نزهتها الصباحية

أنقذت مسنّة، خرجت في نزهتها الصباحية، حياة 31 شخصاً بعد أن قاد تنبّهها المبكر إلى تفادي انهيار خطير هزّ أحد أحياء ولاية بورصة التركية، في واقعة وُصفت بأنها إنقاذ "بالصدفة" من كارثة محققة.

وفي التفاصيل، شهد حي نيلوفر بولاية بورصة، صباح الخميس، حادث انهيار لجدار استنادي وممر مشاة متصل به، يقعان خلف مسجد مولانا وعلى مقربة من دورة تحفيظ القرآن الملحقة به في شارع كوشك.

وكانت مسنّة قد لاحظت أثناء ممارستها رياضة المشي الصباحية وجود انزلاق واضح في الجدار الاستنادي والممر العلوي، فسارعت إلى الاتصال بدار الإفتاء في منطقة نيلوفر، محذّرة من خطورة الوضع.

وعلى الفور، تحرك موظفو دار الإفتاء، كما انتقلت فرق الشرطة والإطفاء والبلدية إلى الموقع، حيث جرى إغلاق الطريق أمام حركة المرور بعد معاينة أولية، أكدت وجود انزلاق يهدد بالانهيار خلال ساعات معدودة.

وبالتزامن مع الإجراءات الاحترازية، تم إخلاء دورة تحفيظ القرآن الملحقة بالمسجد، والتي تضم 31 شخصاً، بينهم 16 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 4 و6 سنوات، إضافة إلى 15 امرأة من الكادر التعليمي، دون تسجيل أي إصابات.

كما تقرر إغلاق المسجد أمام المصلين بعد صلاة الظهر، وتعليق الدراسة في دورة التحفيظ إلى حين استكمال أعمال السلامة.

وبعد مرور نحو 9 ساعات و45 دقيقة على البلاغ، انهار الجدار الاستنادي وممر المشاة بشكل مفاجئ، وسقطا في الحديقة الخلفية للمسجد وعلى مبنى دورة تحفيظ القرآن، وسط دويّ قوي، وذلك داخل النطاق الذي كانت قد فُرضت عليه إجراءات العزل والتحذير، وأسفر الانهيار عن أضرار مادية جسيمة دون وقوع خسائر بشرية.

وعقب الحادث، دُفعت أعداد إضافية من فرق الشرطة والإطفاء وهيئة إدارة الكوارث والطوارئ (AFAD) إلى المكان، حيث أكدت المعاينات عدم وجود أشخاص تحت الأنقاض.

من جانبه، أوضح رئيس جمعية مسجد مولانا، حامد كارا، أن الانهيار تسبّب في تكوّن ثقوب بجدار دورة تحفيظ القرآن، إضافة إلى تضرر ثلاثة أعمدة حاملة في منطقة المحراب داخل المسجد، مضيفاً: "لولا بلاغ تلك السيدة لما كنا على علم بموعد الانهيار، وبالتالي لما اتخذنا أي تدابير احترازية.. نسأل الله أن يجزيها خير الجزاء".

وأضاف كارا: "لم نكن نتوقع أن يحدث الانهيار بهذه السرعة.. الحمد لله لم نسجل أي إصابات أو وفيات، ونأمل أن يتم إصلاح الأضرار في المسجد ودورة تحفيظ القرآن في أقرب وقت".

وتحوّلت الواقعة إلى حديث سكان المنطقة، الذين أشادوا بيقظة المسنّة وسرعة استجابة الجهات المعنية، مؤكدين أن البلاغ المبكر حال دون وقوع مأساة كان من الممكن أن تودي بحياة عشرات الأطفال والنساء.