اتصل بنا
 

عن غناء المحجبات وخطبة شاب لحبيبته في الشارع .. لا أحد يملك مفاتيح الجنة

نيسان ـ نشر في 2015-12-30 الساعة 14:23

x
نيسان ـ

ابراهيم قبيلات

حالة من الجدل الشعبي رافقت فوز المتسابقة الأردنية نداء شرارة بداية الأسبوع الحالي في الموسم الثالث من برنامج "أحلى صوت"، الذي عرض على قناة "ام بي سي".

"جدل" انعطف سريعاً نحو إقصاء الآخر بجمل محشوّة كراهية غير مبررة، بعد أن وصل حدود مقلقة على وسائل الاتصال المجتمعي وبعض المواقع الإلكترونية؛ بسبب تقدم شاب لخطبة فتاة في الشارع العام على بوابة إحدى الجامعات الخاصة قبل نحو يومين.

هذان الحدثان تكفلا بإشغال الناس أياماً، وسط "مطبات إفتائية"، تتمحور حول "يجوز ولا يجوز"، والخشية على الهوية الدينية والسلم المجتمعي من التفتت والذهاب إلى مستويات خطيرة، في حين غفل "الواعظون" عما برز من خطاباتهم من روائح ودونية تكشف حالة الخواء والعوار الفكري لدى بعضهم سيما من اعتمد على استنهاض قيم ومشاعر قد تخدمهم اليوم، لكنها ستقلب عليهم أياماً.

وأنت تقرأ "آراء" المتحمسين للغناء والتحرر وعدم العيش في جلباب الأمس، تقع عينك على تعليق هنا او هناك تختصر رؤية وأفكار الرافضين للقصة بتفاصيلها. حتى اللحظة الأمور تسير بهدوء، وهذا جيد.

في الأثناء تخطف ذهنك قبل عينك جمل متصارعة حول الأفكار ذاتها، أطلقها أصحابها بحماس شديد، ليس للحوار بل لرفض الآخر وشيطنته تماماً.

وهنا نحن لا نتحدث عن جماعة من السلفية الجهادية أو تيار أو فصيل متشدد، بل نتحدث عن حالة مجتمعية غير مؤدلجة. وهو الخطير.

هذا الحوار تكرر بصور منفرة حد الإشمئزاز. ففي الوقت الذي تناضل به الشعوب في منطقتنا للحصول على حرية مسلوبة من قبل أنظمة ديكتاتورية رجعية، تكتشف أننا نحتاج للمزيد من (العك) حتى نستيقظ. نستيقظ من حالة الكره المتعفنة في دواخلنا للآخر. نستيقظ من ارتدادات الأنا على الهوية الجمعية تفتيتاً وإقصاءً وتصغيراً.

لا شك أن الحوار يمثل حالة صحية ومتحضرة في المجتمعات المدنية. لكن التمترس خلف خطابات (أبوية) تزعم الحرص على مصالح الناس وتمتلك مفاتيج الجنة يكشف هشاشة في بنية المجتمعات تذهب سريعاً نحو حتفها.

ألم تحن ساعة الصفر بعد لنتصالح مع انفسنا بدلاً من مواصلة زرع بذور الفتنة والعصبية اللتين لن تجلبا إلا الدمار والخراب. الأمر يبدو صعباً، لكن كل ما نحتاجه هو لحظة محبة.

نيسان ـ نشر في 2015-12-30 الساعة 14:23

الكلمات الأكثر بحثاً