اتصل بنا
 

في قلب الظلام.. بصمات غامضة تحكي قصة عمرها 8000 عام

نيسان ـ نشر في 2025-12-21 الساعة 12:35

في قلب الظلام.. بصمات غامضة تحكي
نيسان ـ في اكتشاف أثار اهتمام المجتمع العلمي حول العالم، كشف فريق من علماء الآثار عن مئات من بصمات الأصابع القديمة في كهف غامض يقع في جنوب شرق أستراليا، تحمل دلالات ثقافية وروحية تعود لشعب غوناي كورناي منذ أكثر من 8000 عام.
ويقع كهف واريبروك المعروف أيضا باسم نيو غينيا II في أعماق كهوف الحجر الجيري، حيث عثر الباحثون على علامات دقيقة على الصخور اللينة، تُعرف باسم "تجاويف الأصابع" .

هذه العلامات، التي نتجت عن تمرير الأصابع على جدران الكهف، تظهر في مناطق بعيدة عن الضوء الطبيعي، ما يشير إلى أن من أنشأها اعتمد على النار للوصول إلى أعماق الكهف، وفقا لـ ديلي جالكسي.
وقد وُجدت بالقرب من بعض العلامات قطع صغيرة من الفحم، ما يؤكد استخدام النار كجزء من طقس صنع هذه البصمات.

وتؤكد الدراسات الحديثة أن الهدف من هذه التجاويف لم يكن فنّا زخرفيا فحسب، بل كان مرتبطا بالجانب الروحي والطقوسي، حيث يُعتقد أن لمس الجدران المقدسة كان له معنى ديني وثقافي عميق.
وقال مؤلفو الدراسة: "كهف نيو غينيا II هو مثال نادر على كهوف الحجر الجيري المزينة بتجاويف الأصابع، لكنه أكثر من مجرد زخرفة، فهو يعكس إيماءات أسلاف شعب غوناي كورناي ومعانيهم الخاصة المرتبطة بهذه الكهوف".
يذكر أن شعب غوناي كورناي هو أحد الشعوب الأصلية في أستراليا، ويعيش في إقليم جيميسون وفكتوريا الشرقية، خاصة في منطقة جيمس رود جنوب شرق أستراليا.

ورغم ارتباط هذه التجاويف بشكل رئيسي بالثقافات الأصلية في أستراليا، فإن علامات مشابهة وُجدت في كهوف عبر أوروبا وآسيا، بعضها يعود إلى أكثر من 40,000 عام، ما يشير إلى أن هذه الممارسة كانت جزءا من تقاليد بشرية قديمة متنوعة حول العالم.
وفي أستراليا، تُعد هذه التجاويف من بين الأفضل حفظا، بسبب الظروف المستقرة داخل الملاجئ الصخرية.
وأشار الباحثون إلى أن بعض العلامات قد تعود إلى 30,000 عام، بينما ما زال العمل جاريا لتحديد تواريخ دقيقة باستخدام أحدث أدوات التوثيق مثل التصوير عالي الدقة والنمذجة ثلاثية الأبعاد.

وتتميز هذه البصمات عن غيرها من أشكال الفن الصخري، كونها قصيرة الأمد ودقيقة، وتعبّر عن تواصل شخصي بين الإنسان وبيئته، ما يجعلها مصدرا مهما لدراسة الممارسات الروحية والثقافية لشعوب قديمة.
ويواصل علماء الآثار العمل على استكشاف المزيد من أركان الكهف، على أمل الكشف عن علامات إضافية تساعد في فهم هذه الطقوس بشكل أفضل.
ويعتبر هذا الاكتشاف إضافة قيمة للمكتبة العالمية للتراث الثقافي والروحي للبشرية، مؤكدا أن الإنسان القديم كان يترك بصماته ليس فقط على الأرض، بل على الجدران كرمز لتواصله الروحي والثقافي مع محيطه.

نيسان ـ نشر في 2025-12-21 الساعة 12:35

الكلمات الأكثر بحثاً