وزراء الاتصال والإعلام يناقشون الرواية الإعلامية الأردنية في منتدى محمد الحموري
نيسان ـ نشر في 2025-12-21 الساعة 13:55
نيسان ـ نظم منتدى محمد الحموري للتنمية الثقافية، مساء السبت، حوارية فكرية وإعلامية بعنوان “الرواية الإعلامية الأردنية”، بمشاركة وزراء الاتصال والإعلام فيصل الشبول، وصخر دودين، ومهند المبيضين، وأدارها الدكتور هاني البدري، بحضور نخبة من الإعلاميين والباحثين والمهتمين بالشأن العام.
وشكّلت الحوارية مساحة نقاش حول مفهوم الرواية الإعلامية للدولة الأردنية، وسياقات تشكّلها، والتحديات التي واجهتها في محطات سياسية واقتصادية وإقليمية دقيقة، إضافة إلى دورها في التأثير على الرأي العام وصناعة الوعي الجمعي في ظل بيئة إعلامية مفتوحة ومتغيرة.
وأكد صخر دودين أن الرواية الإعلامية تُعد إحدى الأدوات الرئيسة في تشكيل الوعي الجمعي. وشدد على أهمية انطلاق الرواية من فهم عميق لقيم المجتمع وهويته وثوابته، محذراً من أن الإعلام عندما ينفصل عن الثقافة يتحول إلى مجرد ناقل للأحداث ومستهلك لما ينتجه الآخرون، لا صانعاً للسردية ولا مبادراً في تحديد أجندته.
وأوضح دودين أن ملامح الرواية الإعلامية الأردنية تقوم على أسس وطنية، أبرزها الأمن والحماية ووحدة المجتمع، إلى جانب أبعاد اقتصادية واجتماعية وإقليمية. وبين أن الخطاب الرسمي هو من يضبط الرسائل ويوحدها، ويقابله خطاب رقمي أوجد روايات موازية.
واعتبر أن الثقافة تمثل ركناً استراتيجياً في حماية الوعي، لأنها تضيف المعنى والتفسير، وتنقل الإعلام من ردّ الفعل إلى الفعل، ومن نقل الخبر إلى صناعة سردية استباقية قادرة على مواجهة الدعاية الخارجية وحملات التضليل.
من جانبه، قال مهند المبيضين إن التحولات الرقمية جعلت الجمهور نفسه جمهوراً فاعلاً ومشاركاً في إنتاج الخطاب العام، ما يفرض على المؤسسات الإعلامية تطوير قدرات العاملين فيها، وتسريع آليات العمل، مؤكداً أن التأخر في تقديم المعلومة الصحيحة يفتح المجال أمام الإشاعة والمعلومات المضللة.
وشدد المبيضين على أن تقديم الحقائق في الوقت المناسب هو الأساس في بناء الثقة مع الجمهور، داعياً إلى تمكين الناطقين الإعلاميين ومنحهم مساحة أوسع للتحرك وضمان تدفق المعلومات إليهم، بما يعزز دورهم في إدارة المشهد الإعلامي بمهنية ومسؤولية.
بدوره، أكد فيصل الشبول أن صورة الأردن في الخارج متماسكة وإيجابية، في حين يشهد النقاش الداخلي عبر منصات التواصل الاجتماعي تفاعلاً واسعاً من مختلف فئات المجتمع، ما يجعل مسؤولية تشكيل الرأي العام مسؤولية جماعية.
وأشار إلى أن محدودية الإمكانات المالية حالت دون إنشاء إعلام خارجي تقليدي، إلا أن ذلك من جهة أخرى أسهم في توحيد الخطاب الإعلامي الداخلي والخارجي، مؤكداً أن الخطوط الحمراء في الطرح الإعلامي العام موجودة في جميع الدول، والدستور هو من يحددها في الحالة الأردنية .
وأضاف الشبول أن الأردن تعرض خلال السنوات الماضية لاستهداف إعلامي وضخ سلبي مكثف، ومع ذلك حافظ على تماسكه، معتبراً أن هذا الصمود يعكس فاعلية الرواية الإعلامية الأردنية، التي تعاملت مع القضايا الكبرى، ومنها تطورات الحرب على غزة، بمنطق الفعل لا ردّ الفعل، وبرواية واضحة انطلقت من رأس الدولة وعكست موقفاً وطنياً ثابتاً.
وأكد المتحدثون في مداخلاتهم أن الرواية الإعلامية الرسمية ليست مجرد نقل للمعلومة، بل عملية مركبة تنطلق من فهم دقيق للواقع السياسي والاجتماعي، وحساسية المزاج العام، مشددين على أهمية تطوير أدوات الخطاب الإعلامي بما يعزز الشفافية والوضوح، ويقترب من هموم الناس وتطلعاتهم.
وأدار الحوارية الدكتور هاني البدري، الذي قدّم إدارة تفاعلية للنقاش، وطرح أسئلة مباشرة تناولت قضايا حساسة في أداء الخطاب الإعلامي الرسمي، ما أضفى على الجلسة بعداً نقدياً معمقاً.
وفي هذا السياق، وجّه البدري سؤالاً إلى مهند المبيضين حول الوقوع في فخ قلة المعلومة أو بطئها، وأثر ذلك في خلق حالة من الضبابية لدى الرأي العام، حيث أقرّ المبيضين بحدوث خطأ في التعامل الإعلامي مع حادثة استهداف القاعدة الأمريكية في منطقة الركبان، موضحاً أنه جرى نفي وقوع الحادثة داخل الأراضي الأردنية في حينه، قبل أن يتبيّن لاحقاً أنها وقعت داخل الحدود، نتيجة عدم تحديث المعلومات بالسرعة المطلوبة.
كما ناقش البدري مع فيصل الشبول مسألة الظهور الإعلامي، في ضوء انتقادات وُجهت له بقلة حضوره في وسائل الإعلام خلال فترة توليه المسؤولية، إذ أوضح الشبول أنه كان يعتمد برنامجاً منظماً لظهوره الإعلامي، موزعاً على القنوات التلفزيونية والإذاعات والمواقع الإلكترونية، مؤكداً أنه لم يكن غائباً عن المشهد الإعلامي، بل يوازن بين التوقيت والرسالة والمنصة.
وتأتي هذه الحوارية ضمن سلسلة "حرب الوعي والرواية" التي أطلقها المنتدى مطلع العام الجاري، واستضاف خلالها شخصيات أردنية وعربية بارزة فكريًا وسياسيًا، في إطار سعيه إلى فتح فضاء فكري حر لمناقشة القضايا الكبرى التي تمس الهوية الوطنية والسردية التاريخية، في ظل تحولات إقليمية عميقة.
وشكّلت الحوارية مساحة نقاش حول مفهوم الرواية الإعلامية للدولة الأردنية، وسياقات تشكّلها، والتحديات التي واجهتها في محطات سياسية واقتصادية وإقليمية دقيقة، إضافة إلى دورها في التأثير على الرأي العام وصناعة الوعي الجمعي في ظل بيئة إعلامية مفتوحة ومتغيرة.
وأكد صخر دودين أن الرواية الإعلامية تُعد إحدى الأدوات الرئيسة في تشكيل الوعي الجمعي. وشدد على أهمية انطلاق الرواية من فهم عميق لقيم المجتمع وهويته وثوابته، محذراً من أن الإعلام عندما ينفصل عن الثقافة يتحول إلى مجرد ناقل للأحداث ومستهلك لما ينتجه الآخرون، لا صانعاً للسردية ولا مبادراً في تحديد أجندته.
وأوضح دودين أن ملامح الرواية الإعلامية الأردنية تقوم على أسس وطنية، أبرزها الأمن والحماية ووحدة المجتمع، إلى جانب أبعاد اقتصادية واجتماعية وإقليمية. وبين أن الخطاب الرسمي هو من يضبط الرسائل ويوحدها، ويقابله خطاب رقمي أوجد روايات موازية.
واعتبر أن الثقافة تمثل ركناً استراتيجياً في حماية الوعي، لأنها تضيف المعنى والتفسير، وتنقل الإعلام من ردّ الفعل إلى الفعل، ومن نقل الخبر إلى صناعة سردية استباقية قادرة على مواجهة الدعاية الخارجية وحملات التضليل.
من جانبه، قال مهند المبيضين إن التحولات الرقمية جعلت الجمهور نفسه جمهوراً فاعلاً ومشاركاً في إنتاج الخطاب العام، ما يفرض على المؤسسات الإعلامية تطوير قدرات العاملين فيها، وتسريع آليات العمل، مؤكداً أن التأخر في تقديم المعلومة الصحيحة يفتح المجال أمام الإشاعة والمعلومات المضللة.
وشدد المبيضين على أن تقديم الحقائق في الوقت المناسب هو الأساس في بناء الثقة مع الجمهور، داعياً إلى تمكين الناطقين الإعلاميين ومنحهم مساحة أوسع للتحرك وضمان تدفق المعلومات إليهم، بما يعزز دورهم في إدارة المشهد الإعلامي بمهنية ومسؤولية.
بدوره، أكد فيصل الشبول أن صورة الأردن في الخارج متماسكة وإيجابية، في حين يشهد النقاش الداخلي عبر منصات التواصل الاجتماعي تفاعلاً واسعاً من مختلف فئات المجتمع، ما يجعل مسؤولية تشكيل الرأي العام مسؤولية جماعية.
وأشار إلى أن محدودية الإمكانات المالية حالت دون إنشاء إعلام خارجي تقليدي، إلا أن ذلك من جهة أخرى أسهم في توحيد الخطاب الإعلامي الداخلي والخارجي، مؤكداً أن الخطوط الحمراء في الطرح الإعلامي العام موجودة في جميع الدول، والدستور هو من يحددها في الحالة الأردنية .
وأضاف الشبول أن الأردن تعرض خلال السنوات الماضية لاستهداف إعلامي وضخ سلبي مكثف، ومع ذلك حافظ على تماسكه، معتبراً أن هذا الصمود يعكس فاعلية الرواية الإعلامية الأردنية، التي تعاملت مع القضايا الكبرى، ومنها تطورات الحرب على غزة، بمنطق الفعل لا ردّ الفعل، وبرواية واضحة انطلقت من رأس الدولة وعكست موقفاً وطنياً ثابتاً.
وأكد المتحدثون في مداخلاتهم أن الرواية الإعلامية الرسمية ليست مجرد نقل للمعلومة، بل عملية مركبة تنطلق من فهم دقيق للواقع السياسي والاجتماعي، وحساسية المزاج العام، مشددين على أهمية تطوير أدوات الخطاب الإعلامي بما يعزز الشفافية والوضوح، ويقترب من هموم الناس وتطلعاتهم.
وأدار الحوارية الدكتور هاني البدري، الذي قدّم إدارة تفاعلية للنقاش، وطرح أسئلة مباشرة تناولت قضايا حساسة في أداء الخطاب الإعلامي الرسمي، ما أضفى على الجلسة بعداً نقدياً معمقاً.
وفي هذا السياق، وجّه البدري سؤالاً إلى مهند المبيضين حول الوقوع في فخ قلة المعلومة أو بطئها، وأثر ذلك في خلق حالة من الضبابية لدى الرأي العام، حيث أقرّ المبيضين بحدوث خطأ في التعامل الإعلامي مع حادثة استهداف القاعدة الأمريكية في منطقة الركبان، موضحاً أنه جرى نفي وقوع الحادثة داخل الأراضي الأردنية في حينه، قبل أن يتبيّن لاحقاً أنها وقعت داخل الحدود، نتيجة عدم تحديث المعلومات بالسرعة المطلوبة.
كما ناقش البدري مع فيصل الشبول مسألة الظهور الإعلامي، في ضوء انتقادات وُجهت له بقلة حضوره في وسائل الإعلام خلال فترة توليه المسؤولية، إذ أوضح الشبول أنه كان يعتمد برنامجاً منظماً لظهوره الإعلامي، موزعاً على القنوات التلفزيونية والإذاعات والمواقع الإلكترونية، مؤكداً أنه لم يكن غائباً عن المشهد الإعلامي، بل يوازن بين التوقيت والرسالة والمنصة.
وتأتي هذه الحوارية ضمن سلسلة "حرب الوعي والرواية" التي أطلقها المنتدى مطلع العام الجاري، واستضاف خلالها شخصيات أردنية وعربية بارزة فكريًا وسياسيًا، في إطار سعيه إلى فتح فضاء فكري حر لمناقشة القضايا الكبرى التي تمس الهوية الوطنية والسردية التاريخية، في ظل تحولات إقليمية عميقة.


