..حُزمَة بَعَر...

نيسان ـ حَزم الشيء يحزُمه حزماً: شَدهُ، والحُزمة: ما حُزِم، كالحطب أو الشوك أو أي شيء متفرق تريد حزمه بحبل لتحمله. واحتزم الرجل وتحزّم، إذا شد وسطه بحزام.
أما البعر فهو "الرجيع" الذي يخرج من بطون الغنم والإبل والظباء "فضلاتها"، ويكون على شكل كرات، كان العرب يجمعونه ويشعلونه كمصدر للطاقة،
والبعر لا يحزم أبداً، بل يستحيل حزمه، لأنه كرات صغيرة لا يمكن حزمها بحبل كالحطب والشوك.
"حزمة البعر" كناية عن التفرق والتشتت عند الحزم، واستحالة التوافق والتقارب في الأمور التي تحتاج حزماً، وبغير الحزم تتشتت الأمة ويذهب ريحها..
"حزمة البعر" هي الناس أو الكيانات المتجانسة ظاهرياً، لكنهم متفرقون، لا رأي يجمعهم على مصلحتهم ومصلحة بلادهم، ولا يجتمعون إلا في أوعية الآخرين الذين يسفونهم ويحرقونهم دون أي مقاومة، فلا يدفعون عن أنفسم الشر، حتى لو اجتمعت عليهم وحوش الأرض لتستأصلهم، ورأوا دماؤهم أنهاراً، لا يحزمون أمرهم ولا يرى عدوهم شوكتهم.....
أما كيف التخلص من متلازمة "حزمة البعر" ومغادرتها إلى حزمة رماح تتعاضد لترد كيد المعتدي؟
الذي يحاول أن "يحزم أمره" عليه أولا أن يطرد من تفكيره أنه "بعرة"، وينهي علاقتة بكومة البعر، وعليه أن يدرك أنه جذع كبير في غابة
كبيرة إن حزمت أمرها واجتمعت كحزمة من العصي الغليظة, لا يستطيع عدوها مواجهتها، وإن لم تفعل ستبقى ضعيفة ومنحطة ككومة البعر.
قال..لقيط بن يعمر الإيادي:
مالي أراكم نياماً في بلهنية/
ٍ وقد ترونَ شِهابَ الحرب قد سطعا
فاشفوا غليلي برأيٍ منكمُ حَسَنٍ/
يُضحي فؤادي له ريّان قد نقعا.
يالهف نفسي إن كانت أموركم/
شتى وأبرم أمر الناس فاجتمعا..