اتصل بنا
 

عمره 17 ألف سنة.. كيف اكتشف كلب أهم كنز أثري في القرن العشرين؟

نيسان ـ نشر في 2025-12-24 الساعة 13:42

عمره 17 ألف سنة.. كيف اكتشف
نيسان ـ في 12 سبتمبر 1940، شهدت الغابات في مونتيغناك بمقاطعة دوردونيه الفرنسية حدثا أثار اهتمام علماء الآثار حول العالم، بعد أن كشف كلب يُدعى "روبوت" عن كهف ضخم مليء برسومات بشرية قديمة، لم تُفتح منذ آلاف السنين.
كان مارسل رافيدات، الطالب الذي يبلغ من العمر 18 عاما، يستكشف الغابة مع كلبه عندما لفت انتباه "روبوت" حفرة صغيرة بجانب شجرة اقتلعت من جذورها، ووفقا لبعض الروايات، كان الكلب يطارد أرنبا حين اكتشف ما اتضح لاحقا أنه أحد أهم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين، وفقا لموقع iflscience.
كان رافيدات يسمع أسطورة محلية عن وجود نفق سري يؤدي إلى قصر لاسكو، أو في بعض النسخ، إلى كهف مليء بالكنوز، حاول الشاب استكشاف النفق بمفرده لكنه تراجع بسبب نقص الأدوات، وعاد بعد أيام برفقة ثلاثة من أصدقائه من القرية وهم جاك مارسال، جورج أجنيل، وسيمون كوينكاس لتوسيع الحفرة حتى أصبحت كبيرة بما يكفي للزحف داخلها.
عند دخولهم، لم يجدوا مجرد ممر سري، بل كهفا ضخما لم يُفتح منذ آلاف السنين، وفقا للمتاحف الوطنية الفرنسية، سار الشبان على طول معرض يبلغ طوله نحو ثلاثين مترا، مكتشفين أولى الرسومات في ما يُعرف اليوم باسم "المعرض المحوري"، واستمروا في استكشاف الكهف الذي كانت جدرانه مغطاة برسومات مذهلة للحيوانات، حتى وصلوا إلى ثقب مظلم يؤدي إلى أجزاء أخرى من الكهف.
في اليوم التالي، عاد الشبان لاستكشاف الممر الثاني مستخدمين حبلا، حيث نزلوا مارسل رافيدات في عمود بطول 8 أمتار، ليكتشفوا لوحة البيسون الشهيرة التي تعد قلب فنون كهف لاسكو.
الرسومات، التي يعتقد أنها أنشئت قبل نحو 17 إلى 22 ألف سنة، استخدم فيها الفنانون الطين الأحمر والأوكر والفحم وأكسيدات المنغنيز، مضيئة بضوء النار أو مصابيح الدهون الحيوانية.
بعد هذه الاكتشافات، أبلغ الشبان معلمهم ليون لافال، عضو الجمعية المحلية لدراسة ما قبل التاريخ، الذي أدرك على الفور أن الرسومات تعود إلى عصور ما قبل التاريخ واتصل بالخبراء لمزيد من التحقيق.
نصح لافال بحماية الكهف من العبث، ونصب رافيدات خيمة خارج المدخل للحفاظ على الرسومات.
يحتوي كهف لاسكو على نحو 600 رسم، تشمل الغزلان والخيول والقطط، ويُعتقد أن الغرف البعيدة كانت مخصصة لأغراض طقسية أو احتفالية، وليس للسكن، يرى بعض الباحثين أن هذه الرسومات لم تُرسم للزينة فقط، بل ربما كانت جزءا من طقوس الصيادين لطلب "القوة السحرية" على الحيوانات التي ينوون صيدها.
تم فتح الكهف للجمهور في عام 1948، وأغلق في عام 1963 بعد اكتشاف الفطر على الجدران، منذ ذلك الحين، تم إنشاء نسخ دقيقة من الكهف لتمكين الزوار من مشاهدته دون الإضرار بالرسومات الأصلية.
يُعد اكتشاف كهف لاسكو مثالا مذهلا على قدرة الصدفة في الكشف عن تاريخ البشرية المبكر، وكيف يمكن لكلب فضولي أن يغير مسار علم الآثار ويعيد الحياة لفنون تعود إلى آلاف السنين.

نيسان ـ نشر في 2025-12-24 الساعة 13:42

الكلمات الأكثر بحثاً