اتصل بنا
 

إحياء إرث تيسير السبول: عرض مسرحي يعيد 'أنت منذ اليوم' إلى الحياة على خشبة مسرح الشمس

نيسان ـ نشر في 2025-12-28 الساعة 06:52

إحياء إرث تيسير السبول: عرض مسرحي
نيسان ـ خاص- في ليلة فنية استثنائية شهدتها عمان مساء أمس السبت 27 ديسمبر 2025، تحولت رواية الكاتب الأردني الراحل تيسير السبول "أنت منذ اليوم" إلى تجربة مسرحية حية بعنوان "أنت منذ الأمس"، على خشبة مسرح الشمس.
وقد تم ذلك من خلال العرض، الذي أعده وأخرجه المخرج المسرحي عبد السلام قبيلات، حيث جذب جمهوراً غفيراً من عشاق الأدب والمسرح، ليصبح حدثاً يعيد إلى الأذهان أعماق الهزيمة العربية في 1967، ويربطها بتحديات الحاضر بطريقة فنية مبتكرة.
تيسير السبول، الشاعر والروائي الأردني الذي غادرنا باكراً في 1973، كتب روايته "أنت منذ اليوم" في أعقاب نكسة حزيران 1967، ونشرتها دار النهار في بيروت عام 1968، الرواية، التي تُعد قصيرة نسبياً، تغوص في أجواء الإحباط العربي، مصورة شخصيات مهزومة تعكس فساد النظام الرسمي والتفكك الاجتماعي.
يقول سبول في سطورها: "ساءت الأمور منذ زمان... وما يدريني، فعلّها لم تكن حسنة في يوم"، في إشارة إلى الانهيار المستمر، أجواؤها قاتمة، مليئة بالهجاء الساخر للسلطة العربية، حيث يفكك السبول خطاب السلطة ويعرض تناقضاتها، محولاً الرواية إلى مرآة للعربي المهزوم.
الرواية يمكن وصفها بأنها تصوير للعربي المهزوم كما رسمه سبول، مع التركيز على أنها آخر إصداراته قبل رحيله، فقد رآها كثيرون كمحاولة لفضح السلطة العربية وتفكيك خطابها، تضع دون مواربة أسئلة وربما إجابات الهزيمة.
العرض المسرحي "أنت منذ الأمس"، فقد جاء كتكريم أدبي فني للسبول، حيث قام قبيلات بتفكيك النص الأدبي وإعادة صياغته درامياً ليتناسب مع الخشبة، والعرض، الذي استمر ساعة ونصف، بدا كأنما يحاكي الماضي والحاضر، محافظاً على جوهر الرواية مع إضافة عناصر مسرحية مثل الموسيقى التي ألفها موسى قبيلات.
تكمن أهمية هذا العمل المسرحي الجبار بأنه قدّم محاولة في إحياء إرث سبول في زمن نحتاج فيه إلى تذكر دروس الهزيمة، وقد تمّ من خلال الشراكة الاستراتيجية بين مسرح الشمس وزاد الفنون، مما يعزز من دور الحركة المسرحية الأردنية في الحفاظ على الإرث الأردني الجميل.
يبرز في العرض دور مساعدة المخرج دانا أبو لبن، التي كشفت في مقابلة تلفزيونية صبيحة الأمس عن كيفية ربط العرض بين "ماضينا وحاضرنا"، مشيرة إلى الفرق بين ما كنا نعيشه وما نعيشه اليوم، مما أضاف عمقاً تحليلياً للتجربة.
أما الممثلون، فقد قدموا أداءً مذهلاً؛ حياة جابر في دورها الرئيسي، بكر الزعبي بتعبيره العميق عن الإحباط، ثامر خوالدة بطاقته الدرامية، ومصطفى أبو هنود الذي أضفى لمسة ساخرة على الشخصيات، والتحولات في الصور الرمزية التي عالجتها المسرحية، وفي الحقيقة أن أداء الممثلين الجماعي جعل الرواية تنبض حياة، محولاً النص الأدبي إلى تجربة بصرية وسمعية تجمع بين التراث والحداثة.

نيسان ـ نشر في 2025-12-28 الساعة 06:52

الكلمات الأكثر بحثاً