اتصل بنا
 

التفوق في الطفولة خدعة كبرى… وهذه أدلة العلماء

نيسان ـ نشر في 2025-12-28 الساعة 12:40

التفوق في الطفولة خدعة كبرى… وهذه
نيسان ـ كشفت دراسة علمية دولية حديثة أن التفوق في سن الطفولة نادرا ما يكون مؤشرا حاسما على تحقيق إنجازات عالمية في مرحلة البلوغ، مشيرة إلى أن العديد من برامج رعاية الموهوبين تعتمد على افتراضات غير دقيقة حول كيفية تشكّل الأداء الاستثنائي على المدى الطويل.
الدراسة، التي قادها البروفيسور آرنه غوليش من جامعة راينلاند-بفالتس التقنية كايزرسلاوترن-لانداو، ونُشرت في مجلة Science اعتمدت على تحليل موسّع لبيانات تعود إلى 34,839 من أصحاب الأداء النخبوي حول العالم، شملت فائزين بجوائز نوبل، وحائزي ميداليات أولمبية، ونخبة لاعبي الشطرنج، ومؤلفي الموسيقى الكلاسيكية.
ووفقا للباحثين، فإن الاعتقاد السائد منذ عقود بأن النجاح الاستثنائي يتطلب اكتشاف الموهبة مبكرا ثم توجيه الطفل نحو تدريب مكثف في مجال واحد، لا تدعمه الأدلة الواقعية لمسارات التطور الفعلية للمنجزين على أعلى المستويات، وفقا لموقع scitechdaily.
وتشير النتائج إلى أن الأطفال الذين يتصدرون الأداء في مراحل مبكرة غالبا لا يكونون هم أنفسهم الذين يصلون إلى القمة لاحقا.
وأوضح غوليش أن معظم أصحاب الإنجازات العالمية لم يكونوا ضمن الفئة الأفضل في أعمارهم المبكرة، بل أظهروا تحسنا تدريجيا وبطيئا نسبيا، مع ميل واضح إلى استكشاف مجالات متعددة قبل الاستقرار على تخصص واحد.
وأضاف أن هذا النمط تكرر عبر مجالات مختلفة، رغم تباين متطلباتها، من العلوم إلى الرياضة والموسيقى.
وشارك في إعداد الدراسة فريق بحثي دولي ضمّ خبراء في علم النفس واقتصاديات الرياضة، من بينهم مايكل بارث من جامعة إنسبروك، وديفيد زاك هامبريك من جامعة ولاية ميشيغان، وبروك ن. ماكنمارا من جامعة بوردو.
وتهدف الدراسة إلى سد فجوة معرفية طالما أغفلتها الأبحاث السابقة، التي ركزت في الغالب على فئات شبابية أو شبه نخبوية، بدلا من تتبع المسارات الكاملة للمنجزين في ذروة عطائهم.
وطرحت الدراسة ثلاث فرضيات لتفسير هذه النتائج، أبرزها أن تنوع الخبرات في سن مبكرة يزيد فرص العثور على المجال الأنسب للفرد، كما يسهم في بناء قدرات تعلم أوسع وأكثر مرونة، ويقلل في الوقت نفسه من مخاطر الإرهاق أو التعثر المهني المبكر.
وفي ضوء هذه النتائج، دعا الباحثون الآباء والمعلمين وصنّاع القرار إلى إعادة النظر في سياسات رعاية المواهب، والابتعاد عن التخصص المبكر القسري.
وأكد غوليش أن تشجيع الأطفال والشباب على الجمع بين مجالين أو ثلاثة، حتى لو بدت غير مترابطة، قد يكون أكثر فاعلية في بناء نجاح طويل الأمد.
واختتمت الدراسة بالتأكيد على أن تبنّي سياسات تعليمية قائمة على الأدلة العلمية قد يعزز فرص ظهور جيل جديد من أصحاب الأداء العالمي في مختلف المجالات، من دون التضحية بمرونة التطور الإنساني الطبيعي.

نيسان ـ نشر في 2025-12-28 الساعة 12:40

الكلمات الأكثر بحثاً