هالة من نور فوق المحيط الهندي.. لقطة من الفضاء

نيسان ـ التقط رائد فضاء على متن محطة الفضاء الدولية مؤخراً صورةً خلابةً لهالة قمرية، وهي ظاهرة بصرية نادرة يمكن رؤيتها من الفضاء.
تُظهر الصورة قوساً ضوئياً رقيقاً يدور حول القمر، وقد التُقطت فوق المحيط الهندي، وتكشف كيف يتفاعل الضوء مع بلورات الجليد الدقيقة في الغلاف الجوي للأرض.
تحدث هذه الظاهرة، المعروفة باسم الهالة القمرية، عندما ينكسر ضوء القمر عبر بلورات الجليد في طبقات الجو العليا، مُشكِّلاً حلقات أو أقواساً ساطعة حول القمر.
بحسب وكالة ناسا، تتشكل هالات القمر عندما يمر ضوء القمر عبر بلورات الجليد في الغلاف الجوي، تعمل هذه البلورات على انكسار الضوء، وفصله إلى طيف من الألوان، وثنيه بزوايا دقيقة، مكونةً أقواساً أو حلقات حول القمر.
أكثر الهالات شيوعاً، وهي حلقة بزاوية 22 درجة ، تتشكل عادةً عندما ينكسر الضوء عبر بلورات جليدية سداسية الشكل.
ميزة خاصة لمحطة الفضاء
يسمح مدار محطة الفضاء الدولية، فوق الغلاف الجوي للأرض مباشرةً، لرواد الفضاء بمشاهدة هذا التأثير البصري النادر عندما يكون القمر خلف طبقة رقيقة من الجليد في الميزوسفير، وهي الطبقة العليا من الغلاف الجوي للأرض وفق ديلي جالاكسي.
هندسة بلورات الجليد.. عامل حاسم في مظهر الهالة
وكما يظهر في صورة رائد الفضاء، تبدو الهالة على شكل قوس بدلاً من حلقة كاملة، ويحدث هذا التكوين الجزئي عندما لا تُحيط بلورات الجليد بالقمر بشكل كامل من منظور رائد الفضاء، بل تُشكّل منحنى دقيقاً، حتى التغييرات الطفيفة في اتجاه البلورات يُمكن أن تؤثر على شكل الهالة ووضوحها .
محطة الفضاء الدولية.. نقطة مراقبة فريدة
تدور محطة الفضاء الدولية حول الأرض على ارتفاع حوالي 200 ميل بحري ، أعلى بكثير من معظم الأنظمة الجوية.
يتيح هذا الموقع المرتفع لرواد الفضاء التقاط صور لظواهر جوية نادرة، مثل هالات القمر، التي لا يمكن رؤيتها من الأرض.
ومع وجود القمر خلف الغلاف الجوي مباشرةً، نحصل على رؤية فائقة الوضوح لكيفية تفاعل الضوء مع الغلاف الجوي العلوي للأرض، دون أي تشويش ناتج عن السحب أو الأحوال الجوية.
أداة لاتقدر بثمن
يُعدّ هذا النوع من التصوير، الذي تُشرف عليه وحدة رصد الأرض التابعة لهيئة ناسا ، أداةً لا تُقدّر بثمن لدراسة الغلاف الجوي للأرض.
فبينما تحلق محطة الفضاء الدولية فوق مناطق مختلفة، تستطيع التقاط لحظات عابرة من الجمال الطبيعي والأهمية العلمية التي قد تمرّ دون أن يلاحظها أحد.
تُساعد كل صورة من محطة الفضاء الدولية العلماء على فهم أفضل لكيفية تفاعل الضوء والطقس والكيمياء على نطاق كوكبي.
فعلى سبيل المثال، زوّدت الصورة الحديثة لهالة القمر الباحثين بتفاصيل إضافية حول سلوك بلورات الجليد والظروف النادرة التي تسمح بتكوّنها على هذه الارتفاعات الشاهقة.
الجليد في طبقات الجو العليا.. ظاهرة نادرة وحساسة
الجليد المسؤول عن هالة القمر ليس هو نفسه الجليد الموجود في السحب على ارتفاعات منخفضة. وكما ورد في بحث حديث نُشر في مجلة "كيمياء وفيزياء الغلاف الجوي" ، تتشكل بلورات الجليد هذه على ارتفاعات تتراوح بين 30 و54 ميلاً فوق سطح الأرض، في طبقة الميزوسفير. هذه المنطقة باردة ورقيقة، والجليد المتشكل فيها شديد الحساسية لتغيرات درجة الحرارة.
لا تُعد هذه البلورات عادةً نتاجًا لتكوينات السحب التقليدية، بل هي جزء من عملية معقدة تحدث في ظل ظروف محددة للغاية.