كيف يخدع الذكاء الاصطناعي مستخدمي يوتيوب الجدد بمحتوى وهمي؟
نيسان ـ نشر في 2025-12-30 الساعة 12:49
نيسان ـ كشفت دراسة حديثة عن فجوة في جودة المحتوى الذي يقترحه نظام "يوتيوب"، حيث تبيّن أن أكثر من 20% من الفيديوهات المعروضة للمستخدمين الجدد هي "محتوى رديء مُولّد آلياً". وأوضحت الدراسة أن هذا النوع من المحتوى يتميز بانخفاض الجودة، ويهدف بشكل أساسي إلى التلاعب بالخوارزميات لتحقيق مشاهدات مرتفعة على حساب القيمة المعرفية أو الفنية.
الدراسة، التي أجرتها شركة كابوينج المتخصصة في تحرير الفيديو، شملت تحليل 15 ألف قناة من أشهر قنوات يوتيوب عالمياً، بواقع أفضل 100 قناة في كل دولة. وخلصت النتائج إلى أن 278 قناة تعتمد كلياً على هذا النوع من المحتوى المُصنّع بالذكاء الاصطناعي.
وبحسب التقديرات، تجاوز إجمالي مشاهدات هذه القنوات 63 مليار مشاهدة، مع أكثر من 221 مليون مشترك، محققة إيرادات سنوية تُقدّر بنحو 117 مليون دولار.
محتوى مضلل في صدارة الاقتراحات
ولمحاكاة تجربة المستخدم الجديد، أنشأ الباحثون حساباً جديداً على يوتيوب، ليتبين أن 104 من أصل أول 500 فيديو مقترح على الصفحة الرئيسية كانت من المحتوى الرديء المُولّد بالذكاء الاصطناعي، بينما صُنّف ثلث هذه الفيديوهات ضمن فئة "التضليل"، وهي تشمل محتويات منخفضة الجودة تهدف أساسًا إلى تحقيق الربح عبر جذب الانتباه.
وتسلط هذه النتائج الضوء على صناعة رقمية سريعة النمو، باتت تهيمن على كبرى منصات التواصل الاجتماعي، من إكس إلى ميتا وصولاً إلى يوتيوب، مُرسّخة نمطاً جديداً من المحتوى: مجرّد من السياق، سهل الانتشار، وعابر للحدود.
وكان تحقيق لصحيفة الغارديان قد كشف في وقت سابق من هذا العام أن نحو 10% من أسرع قنوات يوتيوب نمواً هي قنوات مزيفة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، رغم محاولات المنصة الحد من المحتوى غير الأصيل.
انتشار عالمي وملايين المتابعين
وتنتشر القنوات التي رصدتها كابوينج في مختلف أنحاء العالم، مع جماهير ضخمة؛ ففي إسبانيا يتابع نحو 20 مليون شخص قنوات ذكاء اصطناعي رائجة، أي ما يقارب نصف عدد السكان. كما يبلغ عدد المتابعين 18 مليونًا في مصر، و14.5 مليونًا في الولايات المتحدة، و13.5 مليونًا في البرازيل.
وتصدّرت قناة باندار أبنا دوست، ومقرها الهند، قائمة القنوات الأكثر مشاهدة في الدراسة، بإجمالي 2.4 مليار مشاهدة. ويعرض البرنامج مغامرات قرد مُجسّم وشخصية خارقة مستوحاة من "هالك"، في سيناريوهات عبثية تشمل قتال الشياطين والطيران بمروحية مصنوعة من الطماطم. وقدّرت كابوينج أرباح القناة بنحو 4.25 مليون دولار.
وفي السياق نفسه، حقق برنامج بوتي فرينشي من سنغافورة، والموجّه على ما يبدو للأطفال، نحو ملياري مشاهدة، عبر مغامرات كلب بولدوغ في عوالم خيالية، بينما تصدرت قناة كوينتوس فاشينانتس الأمريكية قائمة القنوات الأكثر اشتراكاً في الدراسة بـ6.65 مليون مشترك.
كوارث مصنّعة للربح
في المقابل، تعرض قناة ذا إيه آي وورلد الباكستانية مقاطع قصيرة تُصوّر كوارث وفيضانات مولّدة بالذكاء الاصطناعي، مصحوبة بعناوين عاطفية وموسيقى هادئة، وقد حصدت وحدها 1.3 مليار مشاهدة.
ورغم صعوبة تحديد الحجم الحقيقي لهذا النوع من المحتوى، بسبب غياب بيانات رسمية من يوتيوب، فإن هذه المقاطع الغريبة تكشف عن صناعة شبه منظمة تسعى لاستغلال الخوارزميات لتحقيق الربح بأدوات الذكاء الاصطناعي.
صناعة يقودها الخوارزميات
وقال الصحفي ماكس ريد، المتخصص في هذا المجال، إن منتجي هذه الفيديوهات ينشطون عبر مجموعات على تيليغرام وواتساب وديسكورد، ويتبادلون استراتيجيات لتحقيق الانتشار، بل ويبيعون دورات تدريبية حول صناعة المحتوى الرائج.
وأشار إلى أن العديد من هؤلاء يأتون من دول متوسطة الدخل مثل الهند وأوكرانيا ونيجيريا وكينيا والبرازيل، حيث تمثل أرباح يوتيوب مصدر دخل مغري مقارنة بالأجور المحلية.
رد يوتيوب
من جهته، قال متحدث باسم يوتيوب إن الذكاء الاصطناعي التوليدي مجرد أداة، يمكن استخدامها لإنتاج محتوى عالي أو منخفض الجودة، مؤكداً أن المنصة تركز على ربط المستخدمين بالمحتوى الجيد بغض النظر عن طريقة إنتاجه، مع الالتزام الصارم بإرشادات وسياسات المجتمع.
الدراسة، التي أجرتها شركة كابوينج المتخصصة في تحرير الفيديو، شملت تحليل 15 ألف قناة من أشهر قنوات يوتيوب عالمياً، بواقع أفضل 100 قناة في كل دولة. وخلصت النتائج إلى أن 278 قناة تعتمد كلياً على هذا النوع من المحتوى المُصنّع بالذكاء الاصطناعي.
وبحسب التقديرات، تجاوز إجمالي مشاهدات هذه القنوات 63 مليار مشاهدة، مع أكثر من 221 مليون مشترك، محققة إيرادات سنوية تُقدّر بنحو 117 مليون دولار.
محتوى مضلل في صدارة الاقتراحات
ولمحاكاة تجربة المستخدم الجديد، أنشأ الباحثون حساباً جديداً على يوتيوب، ليتبين أن 104 من أصل أول 500 فيديو مقترح على الصفحة الرئيسية كانت من المحتوى الرديء المُولّد بالذكاء الاصطناعي، بينما صُنّف ثلث هذه الفيديوهات ضمن فئة "التضليل"، وهي تشمل محتويات منخفضة الجودة تهدف أساسًا إلى تحقيق الربح عبر جذب الانتباه.
وتسلط هذه النتائج الضوء على صناعة رقمية سريعة النمو، باتت تهيمن على كبرى منصات التواصل الاجتماعي، من إكس إلى ميتا وصولاً إلى يوتيوب، مُرسّخة نمطاً جديداً من المحتوى: مجرّد من السياق، سهل الانتشار، وعابر للحدود.
وكان تحقيق لصحيفة الغارديان قد كشف في وقت سابق من هذا العام أن نحو 10% من أسرع قنوات يوتيوب نمواً هي قنوات مزيفة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، رغم محاولات المنصة الحد من المحتوى غير الأصيل.
انتشار عالمي وملايين المتابعين
وتنتشر القنوات التي رصدتها كابوينج في مختلف أنحاء العالم، مع جماهير ضخمة؛ ففي إسبانيا يتابع نحو 20 مليون شخص قنوات ذكاء اصطناعي رائجة، أي ما يقارب نصف عدد السكان. كما يبلغ عدد المتابعين 18 مليونًا في مصر، و14.5 مليونًا في الولايات المتحدة، و13.5 مليونًا في البرازيل.
وتصدّرت قناة باندار أبنا دوست، ومقرها الهند، قائمة القنوات الأكثر مشاهدة في الدراسة، بإجمالي 2.4 مليار مشاهدة. ويعرض البرنامج مغامرات قرد مُجسّم وشخصية خارقة مستوحاة من "هالك"، في سيناريوهات عبثية تشمل قتال الشياطين والطيران بمروحية مصنوعة من الطماطم. وقدّرت كابوينج أرباح القناة بنحو 4.25 مليون دولار.
وفي السياق نفسه، حقق برنامج بوتي فرينشي من سنغافورة، والموجّه على ما يبدو للأطفال، نحو ملياري مشاهدة، عبر مغامرات كلب بولدوغ في عوالم خيالية، بينما تصدرت قناة كوينتوس فاشينانتس الأمريكية قائمة القنوات الأكثر اشتراكاً في الدراسة بـ6.65 مليون مشترك.
كوارث مصنّعة للربح
في المقابل، تعرض قناة ذا إيه آي وورلد الباكستانية مقاطع قصيرة تُصوّر كوارث وفيضانات مولّدة بالذكاء الاصطناعي، مصحوبة بعناوين عاطفية وموسيقى هادئة، وقد حصدت وحدها 1.3 مليار مشاهدة.
ورغم صعوبة تحديد الحجم الحقيقي لهذا النوع من المحتوى، بسبب غياب بيانات رسمية من يوتيوب، فإن هذه المقاطع الغريبة تكشف عن صناعة شبه منظمة تسعى لاستغلال الخوارزميات لتحقيق الربح بأدوات الذكاء الاصطناعي.
صناعة يقودها الخوارزميات
وقال الصحفي ماكس ريد، المتخصص في هذا المجال، إن منتجي هذه الفيديوهات ينشطون عبر مجموعات على تيليغرام وواتساب وديسكورد، ويتبادلون استراتيجيات لتحقيق الانتشار، بل ويبيعون دورات تدريبية حول صناعة المحتوى الرائج.
وأشار إلى أن العديد من هؤلاء يأتون من دول متوسطة الدخل مثل الهند وأوكرانيا ونيجيريا وكينيا والبرازيل، حيث تمثل أرباح يوتيوب مصدر دخل مغري مقارنة بالأجور المحلية.
رد يوتيوب
من جهته، قال متحدث باسم يوتيوب إن الذكاء الاصطناعي التوليدي مجرد أداة، يمكن استخدامها لإنتاج محتوى عالي أو منخفض الجودة، مؤكداً أن المنصة تركز على ربط المستخدمين بالمحتوى الجيد بغض النظر عن طريقة إنتاجه، مع الالتزام الصارم بإرشادات وسياسات المجتمع.


