اتصل بنا
 

2015- عام تعرية الفساد في الاتحادات الرياضية العالمية

نيسان ـ دوتشيه فيله ـ نشر في 2015-12-31 الساعة 17:24

x
نيسان ـ

انكشف المستور في الرياضة العالمية ووقعت زلازل في أكبر الاتحادات الرياضية سواء في كرة القدم، أو ألعاب القوى أو غيرها. وكان عام 2015 هو عام تعرية أكبر المنظمات الرياضية العالمية. ويقول الألماني بيتر أرينس في تعليقه المنشور بموقع "دير شبيغل" اليوم الأربعاء (30 ديسمبر/ كانون الأول) إن "من كانوا يوما أبطالا مثل فرانز بيكنباور، سيباستين كو، وميشيل بلاتيني فقدوا سحرهم، وبدا أنهم كانوا يلهثون فقط وراء المادة. فهم لم يكونوا أفضل من بلاتر ورفاقه بقيد أنملة."

Weltverband IAAF-Präsident Sebastian Coe

سيباستينان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى

وسيبستيان كو لمن لا يعرفه هو اللورد البريطاني الأنيق النظيف، الذي نجح في تنظيم دورة لندن الأوليمبية 2012 بهذا البريق. وتولى هذا العام رئاسة الاتحاد الدولي لألعاب القوى. ولم يستطع كو حتى اليوم إثبات عدم معرفته بكل الفساد، الذي تفشى في ألعاب القوى. بل إن هناك أدلة كثيرة تقف ضده وقد سقط القناع عن جناب اللورد، حسب ما يقول أرينس.

في نوفمبر/ تشرين الثاني نشرت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تقريرا ضخما تذكر فيه أن المسؤولين في الاتحاد الدولي لألعاب القوى تلقوا رشاوى من أجهزة الدولة الروسية من أجل تفويت مخالفات تعاطي المنشطات. وجاء في التقرير أن هناك "ثقافة غش متجذرة" في عالم ألعاب القوى في روسيا. وتشكل هذه الفضيحة ضربة موجعة لعالم ألعاب القوى، لدرجة أن صحيفة "دي فيلت الألمانية" قالت آنذاك إن فساد الفيفا هو مجرد "نكتة في مقابل (الفساد الموجود في) ألعاب القوى". فهذه ليست المرة الأولى، التي تواجه فيها ألعاب القوى فضائح ضخمة.

أما السنغالي لامين دياك (82 عاما) عراب ألعاب القوى العالمية، ورئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى منذ 1999 حتى 2015، فمتهم بإخفاء أدلة نتائج إيجابية لبعض العينات والتربح من وراء ذلك. ويخضع دياك، للتحقيقات من قبل القضاء الفرنسي.

Weltverband IAAF Leichtathletik Doping Skandal Russland

تقرير الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات يقول إن هناك ثقافة غش متجذرة في عالم ألعاب القوى الروسية

انهيار أرضي في دولة الفيفا

وبالنسبة للاتحاد الدولي لكرة القدم أو ما يطلق عليه "دولة الفيفا" فإن عام 2015 كان عام حملات التفتيش والاعتقالات والاستقالات. وعوقب جوزيف بلاتر، الذي رأس الاتحاد طيلة 17 عاما بالإيقاف لمدة ثماني سنوات وبنفس المدة عوقب أيضا رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" ميشيل بلاتيني بسبب قيام بلاتر بدفع مبلغ مليوني فرانك سويسري لصالح النجم الفرنسي السابق عام 2011.

ويقول بيتر أرينس إن بلاتر ينحدر من منطقة جبلية في سويسرا ويعرف ماذا تعنيه كلمة "انهيار أرضي"، وهو تماما ما حدث للاتحاد الدولي لكرة القدم في عام 2015. ففي 27 أيار/ مايو ألقت السلطات السويسرية بطلب من القضاء الأميركي القبض على سبعة مسؤولين في الفيفا عشية الانتخابات الرئاسية للفيفا مطلقة الشرارة لعاصفة هزت أركان المؤسسة الدوليةوتبعته عمليات قبض على مسؤولين آخرين خلال شهور تلت ذلك. إلى أن تم إيقاف بلاتر وبلاتيني هذا الشهر.

Schweiz FIFA-Skandal Festnahmen in Zürich Hotel Baur au Lac

عملية اعتقالات لمسؤولين في الفيفا في أحد الفنادق بزيورخ السويسرية في ديسمبر/ كانون الأول

كما طالت فضائح الفساد الكروي اتحادي أمريكا الجنوبية "كونميبول" ونظيره في أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي "كونكاكاف" بعد أن كشفت تحقيقات أميركية عن قضايا فساد ورشى مالية اجتاحت أروقة كلا الاتحادين. ويقول بيتر أرينس في تعليقه بموقع "شبيغل" إن "عملية التطهير الذاتي في الرياضة العالمية أخفقت بجدارة. فقامت أجهزة الدولة والمحققون في الولايات المتحدة وسويسرا، إضافة إلى وسائل الإعلام مثل القناة الأولى الألمانية ومجلة "دير شبيغل" بالدور الذي لم يرد كبار المسؤولين الرياضيين القيام به."

الفساد حتى في الكرة الألمانية

ولم يسلم الاتحاد الألماني لكرة القدم والقيصر فرانز بكنباور من تهم الفساد في 2015. وأثار تقرير صحفي لمجلة "دير شبيغل" جدلا كبيرا بعدما زعم أن ألمانيا اشترت حق تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2006، التي كان بكنباور رئيس اللجنة المنظمة لها. وذكر تقرير المجلة أن لجنة الدعاية الألمانية خصصت صندوقا خاصا بملايين اليورهات دون تحديد وسائل إنفاقها. من جانبه نفى الاتحاد الألماني لكرة القدم الاتهامات ولكنه اعترف بتحويل مبلغ ستة ملايين وسبعمئة ألف يورو للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا). وقام مسؤولو التهرب الضريبي بتفتيش المقر الرئيسي للاتحاد الألماني لكرة القدم في فرانكفورت وكذلك المسكن الخاص بفولفغانغ نيرسباخ (64 عاما) رئيس الاتحاد. وبعدها بأسبوع قدم نيرسباخ استقالته من منصبه في نوفمبر/ تشرين الثاني.

ويقول أرينس في تعليقه بموقع "شبيغل" "لو كان مازال هناك بقية من المصداقية لدى كبار المسؤولين الرياضيين فإن تلك البقية سحقت في عام 2015. فقد كانوا قبل عام من أقوى الشخصيات تأثيرا في الرياضة العالمية، كانوا يلتقون مع رؤساء دول وملوك وبدوا على نفس القدر يجلسون الآن في السجون أو ينتظرون المثول أمام القضاء." ويتابع أرينس " الآن هناك فرصة للاتحادات الرياضية لتظهر أنها جادة عندما تتحدث بعباراتها الجميلة عن الأخلاق والقيم والأمانة."

نيسان ـ دوتشيه فيله ـ نشر في 2015-12-31 الساعة 17:24

الكلمات الأكثر بحثاً