اتصل بنا
 

ساحات ُ دم ٍ و خراب ٌ يفيض ُ !

أديب أردني

نيسان ـ نشر في 2016-01-01 الساعة 14:04

نيسان ـ

لا أفكار جديدة للكتابة و لا شيء استثنائياً للنقاش أو للحوار أو للتحليل ، فالآبار جميعها ، وإن تنوعت الدلاء ، لا يخرج منها سوى ما يزكم الروح قبل الأنف .

هنا وهناك وفي الأنحاء ،
قهر ٌ
حزن ٌ
تقتيل ٌ
موات ٌ
خراب ٌ
ترقـّب ٌ
قلق ٌ
توجـّس ٌ
فراغ مملوء بالخوف
ساحات دم !

و أخبار متلاحقة عن سطوة هنا وانفراجة ٍ مؤقتة هناك ، فقر هنا و جوع هناك أو ضنك و شح ّ ماء !

الذي يـُعَد ّ جديدا ً ، أن ّ أوراق اللعب تتبدّل في كل حين و الأضداد هنا يظهرون حلفاء في مكان آخر ، و المتصارعون هناك يظهرون أصدقاء حميمين هنا .

اللعبة تقتضي شروطاً متحوّلة ، وبالتالي تظهر اللعبة هنا بوجه ٍ و في مكان آخر تبدو بوجهها المغاير .
لكنها لعبة مرسومة لكي يضيع فيها اللاعبون و تنمحي مسارح اللعب و تتقطع أوصال الشجر ، ما يعني أن يتفنّن صانعو اللعب في اجتراح مواسم إضافية للخديعة وللدم و للموت .
...
هل نرى ما يمكن أن يؤشـّر إلى تحوّل أو تبدّل ٍ أو وقف لشلالات التيه ؟
في الأفق القريب لا يبدو الأمر محتملا ً ،
و لا يبدو التحوّل قريبا ً
ولا تبدو الأمكنة مؤهلة لكي يسود عنوان الحق أو الخير أو الصمت من دون ٍ وقيعة !
...
لا شيء يتبدّل ، سوى أن أشكال الموت تتلوّن :
هنا موت بلا دم
هنا موت بطعم الرصاص
هنا موت بلون النهار
هنا موت بطعم الليل
هنا موت بيد الصديق
هنا موت بيد واضحة
هنا موت بطعنة فاضحة
هنا تضيق الطريق بالجنازات
و هناك تظل الجثث في عراء النهار و عتمة الليل !

...
لا شيء يتغيّر ، رغم اجتهاد المتابعين و دأب المتفائلين و سعة صدور الباحثين عن الحكمة ، لا شيء يبدو جديدا ً في الأفق سوى اتساع رقع الخيبات و سعي المتخاصمين إلى حصص في الدم تزيد عمّا حصدوه .

...
لا سنة فائتة أوقفت الدم ، ولا سنة مقبلة توقف الخراب !
لا شيء في جراب الحاوي سوى الهذيان ،
لا شيء في النافذة سوى الرؤوس التي تنتظر التدحرج !

...

في التزويق : هتاف ٌ و ربطات عنق تتصدر الواجهة و تحث ّ على الأمل والانتظار والتريّث و إعمال العقل .
في الساحات : دم يفيض و خراب يعم ّ .
ولا شيء ،
لا شيء سوى تقتيل يـُحرّض على تقتيل إضافيّ .
هل يحدث ُ أمر مغاير في عام جديد ، هل تتقلص مساحات الخراب ؟

نيسان ـ نشر في 2016-01-01 الساعة 14:04

الكلمات الأكثر بحثاً