لحاف الشعب
شاهر الشريدة
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2016-01-01 الساعة 14:05
لما كنت طفل صغير بتعلم الحبي، اول ما احبي، احبي جهة باب الدار، وكأني بدي اتعرف ع اسرار الكون، واتحرر من بين 4 حيطان، كنت لما اوصل الدرجات، اتدحرج من اول درجة لاخر درجة، فأهلي يقولوا عادي عادي بكبر وبنسى.
ولما صرت اتعلم المشي واطلع ع حوش الدار، اقع ويسيل دمي، كانوا يقولوا عادي عادي، خليه يقع ويقوم لحاله عشان يقوى عوده، بكرا بكبر وبنسى.
ولما تعلمت المشي، وصرت العب بالحارة، واتهاوش مع الاولاد ودمي يسيل، كانوا يقولوا عادي عادي، خليه يتعلم ويصير زلمة، بكرا بكبر وبنسى.
ولما دخلت الجامعة وعرفت شو يعني مدينة وشو يعني ريف و بادية، وشو يعني طبقية مجتمع، قلت بحالي عادي عادي، مش مستاهلة، وما تمردت ع ذكرياتي و الحارة و درجات الدار.
ولما اتخرجت من الجامعة، اكلني البرد وذبحني الشوب، وانا من شارع لشارع ادور ع وظيفة، وحتى بعد ما عرفت انهم سرقوا دوري بديوان الخدمة، وعرفت شو يعني فساد، قلت لحالي اصبر اصبر، وما تمردت ع وطني.
ضحكوا علينا بشوية بنايات نتباهى فيها، وشالوا ريحة القرية والبادية من برامج التلفزيون، عبوا جامعاتنا مسخرة وواكس وخصر ساحل، وبعدنا بنقول عادي عادي.
وكل ساعة بنشوف قصة جريمة، وكل لحظة قصة طفر بتسرق بسمتنا، وكل يوم بسموا بدنّا بقصة فساد، وبعدنا بنقول عادي عادي.
وكل شتوية بقطعوا حطبنا وببيعونا اياه عشان ما نظل نقول احيه، وكل فصل بدزونا عن العمارات وقدام السيارات ننتحر من هم التوجيهي، وبعدنا بنقول عادي عادي، وبعدنا بنعشق بلدنا.
سعادة النواب :
اتعلموا من نائب المكسيك اللي شلح ثيابه بالمجلس تضامنا مع الفقراء، احسنلكوا من شلح الكنادر لتضربوا بعض، اتعلموا من نائب تشيلي كيف مريضة ومتلحفة بلحافها بالجلسة عشان ما تغيب عن جلسة رفع الاسعار، احسن من غياب تهريب نصاب الجلسات، اتعلموا كيف بالبرازيل وأوكرانيا بكبوا الفاسدين بحاويات النفايات، احسن ما تكبوا شرف وطن وكرامة شعب ببوسة.
عشقنا لهالوطن ارتوى من دمنا ع الدرجات و حوش الدار والحارة، ارتوى من حم الشوب وبرد الكوانين.
ارحمونا وحافظوا ع كرامتنا وكرامة الوطن، واتعلموا ان النائب لحاف الشعب و غطاه.