اتصل بنا
 

في وداع العام 2015 السعودية وتركيا: لقاء الرابحين

رئيس وحدة الدراسات الإيرانية في مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية

نيسان ـ نشر في 2016-01-01 الساعة 14:18

نيسان ـ

نودع عاماً ونستقبل عاماً جديداً، وما زالت الأمة العربية بحاجة إلى من يأخذ بيدها، بعد أن أثخنت الجراح جسدها، ولم يبق فيه موضع شبر إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة سهم .

أمة… لا تجد من يدوايها، أمة… سالت دماؤها بحوراً وأنهاراً… ولا تجد من يحميها، ذبحت نساءها وأطفالها وشيوخها… ولا تجد من يواريها، أمة…. هدمت بيوتها ومساجدها وصوامعها… ولا تجد من يبكيها ، أمة…. هامت شعوبها على وجه البسيطة فلم تجد من يأويها…

سنة وسنوات عجاف مرت :

ودعنا عاماً وقد اختلطت علينا الكلمات والمصطلحات والعبارات والأحداث والصور والأشلاء والدمار والغبار… فما عدنا ندري أين يجري الحدث الآن ؟….

والشكر موصول دوماً لمذيع الصم والبكم الذي يقول لنا تكفي الإشارة؟. كنا نتحدث عن جرح واحد في جسد الأمة هو فلسطين ، اليوم نتحدث عن جراح غائرة لا تحصى ولا تُعد.. جرح العراق … جرح سورية… جرح اليمن… جرح ليبيا… جرح السودان… جرح مصر ….. جرح التخلف والفقر والبطالة والعجز والعوز والمديونية… والحبل على الجرار… وزغردي يا صبحا.

ودعنا عاماً وقد انهارت الجيوش العربية، وحل محلها ميليشيات طائفية ومذهبية وجهوية ، تارة ميليشيا الحشد الشعبي، وتارة جيش طرابلس وجيش برقه وطبرق ، ودعنا عاماً وقد تكنت الجيوش بأسماء قادتها كجيش حفتر وما سواها..

ودعنا عاماً وفجأة ظهرت مصطلحات واصطلاحات وتحت عناوين ومسميات تفتيت دول الأمة العربية : كالأمة الكردية، والأمة الآشورية،… ودعنا عاماً وقد ولدت دولة جديدة اسمها تنظيم الدولة “داعش “. وبشرونا بدين جديد اسمه التشيع وقداسته وليه أعلى من الأنبياء .

ودعنا في هذا العام القمم العربية… لأن عدد الدول قد نقص، ودول على طريق الزوال ، أخرى تنتظر… لم يعد هناك بيان بروتوكلي كاذب ومزيف ليصدر، أبشركم فقد توق الآن ، وليتوقف معه الاستمرار في فهرسة أكبر أرشيف قرارات في تاريخ البشرية… لكن صوت بيانات الشجب والتنديد من الجامعة العربية التي دخلت غرفة العناية الحثيثة… لازال يصدر!!..

فدعونا نعطيها الفرصة كي تلفظ أنفاسها الأخيرة… لتقول لنا ماذا؟ لتقول: أنني لا زلت موجوداً ، وموظفينا بدون رواتب… لكن حان الوقت لنقول لها أنك تقاعدت من العمل العام بنسبة عجز جسيم يصل إلى 90% ، وعلينا إحياء السُنة الآن… لنقول لك : إكرام الميت دفنه.

ودعنا هذا العام ولعنة النفط قد حلت ، لأننا لم نؤمن ونتيقن يوماً بحديث نبينا الأكرم بأننا شركاء في ثلاث: الماء والكلأ والنار ، لكن للأمانه بعد التضرع والتوسل كان يصل الفتات إلى الشعوب الجوعى التي لعنت الجغرافيا والجيولوجيا والسياسة التي حرمتها من استخراج نفطها ، لكن على الصورة الأخرى فمشهد ربوع الأفندية مازال يراودهم بُشرى لبس الدشداشة البيضاء يوماً ، لكن ضعُف الطالب والمطلوب … لأنهم ما زالوا لا يدركون أنهم سيبقون مجرد بلاك وتر ليتم إرسالهم هنا وهناك لقاء دراهم معدودة.

ودعنا هذا العام وقد دخلت إيران العتبة النووية بشكل رسمي، نحن بحمد الله احتفلنا مستبشرين بوصول صوت صاحبة الصوت الناري المحتشم التي أطلقت محطة mbc عليها لقب الصاروخ “نداء شراره” التي صدحت ليصل صوتها إلى كل جغرافيا العالم العربي في برنامج “ذا فويس” إلى الوطن العربي الذي لم يعد موجوداً للأسف.

ودعنا هذا العام والراقصة والساقطة صارت الأم المثالية التي تحدثنا عن الفضيلة والأخلاق.

نستقبل عاماً جديداً بعيون ملؤها الرجاء والأمل إلى فرج قريب… فمتى…، بعد أن كثر الهرج والمرج ، وتسيد العدو على قراراتها.

فإلى الله الملجأ والمشتكى.

أستميحكم عذراً وأعود إلى السياسة .

نيسان ـ نشر في 2016-01-01 الساعة 14:18

الكلمات الأكثر بحثاً