ثورة البريزة
شاهر الشريدة
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2016-01-02 الساعة 14:39
قبل ثورة الاتصالات بالتسعينيات، وقبل التلفونات الخلوية، وقبل يدخل الانترنت، كان فيه كابينات التلفونات العامة اللي بنستخدم فيها العملة المعدنية (بريزة).
التلفونات أم البريزة، كانت عبارة عن نصب بنصب، لما نحط فيها بريزة لنحكي، كانت تعلّق، فلا البريزة ترجع ولا نحكي، وصارت هالحالة ظاهرة مزعجة للناس.
فكان فيه ناس ما تقبل تسامح بالبريزة المسروقة فيرجعوها، كانوا يحطوا سيخ (سلك معدني) بفتحة الصندوق، يحركوه شوي فتنزل كل المصاري فيرجعوا البريزة وفوقها حبة مسك.
ولما الحكومة اكتشفت أنها قاعدة بتخسر من سرقة الكابينات، لغوها، وتعاقدوا مع شركات خاصة لتزود الشوارع بخدمة الاتصالات، وحطوا كابينات البطاقات المدفوعة مسبقا، وصرنا نشتري بطاقات لنحكي فيها، وصاروا يضحكوا علينا فيها من دون ما نقدر نرجع حقنا.
هيك ظلوا بالبلد عدة سنوات، وبعدها تم النصب ع الشعب كله، لأن الخدمة وقفت فجأة وما دفعوا للحكومة المصاري المفروضة عليهم بالعقود.
لما صارت الكابينات خارج الخدمة، كل البطاقات اللي بالسوق صارت عديمة الفائدة ومحروقة، مئات الالوف من الدنانير خسروها التجار وموزعين البطاقات، وعشرات الالوف خسروها المواطنين اللي كانوا معهم بطاقات وما استعملوها.
الحكومة ما خلت الناس اللي كانوا يدافعوا عن حقهم بالبريزة يسرقوا منها كم قرش باليوم، لكنها قبلت لنفسها ان تخلي شركات تسرق منها ومن الشعب بالملايين.
وبعدها الحكومات بتتشاطر علينا، بتحط المصاري بعبنا من هون، وبترجع تسرق كل المصاري اللي اعطتنا اياها من هون.