اتصل بنا
 

عن عمر زوربا ومجحم العدوان

نيسان ـ نشر في 2016-01-05 الساعة 14:39

x
نيسان ـ

.

ابراهيم قبيلات .. بعد مشاهدة الفيديو الذي ظهر به الناشط عمر زوربا وآخرون في مشهد نقدي لأغنية التعداد السكاني الشهيرة، التي أثارت جدلاً واسعاً بعد عرضها على شاشة التلفزيون الاردني مؤخراً، يتوجب علينا التفريق بين النقد والتجريح.

لا يمكن بحال من الأحوال فهم الإساءات الشخصية التي تضمنها فيديو زوربا عن الإعلامي الزميل مجحم العدوان بحجة الإعلاء من قيمة الحريات في البلد، فلا مبرر لاساءات "خارجة" لا تضيف اي قيمة.

نقف دائما إلى جانب الحريات المسؤولة لإدراكنا أنها تتكفل بصياغة مجتمعات تقدمية متحضرة ومبنية على أسس العدالة والمساواة، وهي بذلك تعلي من قيمة الإنسان، وتسعى إلى تكريس ثقافة الحرية في إطارها القانوني في مواجهة سياسات التضييق وتكميم الأفواه، شريطة أن تخلو من الإساءات الشخصية.

استوقفني المشهد كثيراً، وأعدت مشاهدته مرات كثيرة، لعله فاتني شيء ما، لكنني لم أجد مبرراً لاستحضار خلفية عمل المذيع، سواء أكانت في مصنع بمنطقة سحاب أو في "واشنطن بوست". كان بإمكان زوربا أن يتحدث بشكل أهم عن آداء العدوان ومضمون المشهد برمته؛ ليغني بذلك ذائقة المشاهد ويلفت انتباهه إلى تفاصيل فنية تستوجب النقد.

إن استحضار خلفية العدوان الوظيفية في المشهد جاء في سياق واضح عن الواسطة والمحسوبية وأثرها في المملكة، ولم يحسن تقديمها بما يخدم فكرته، وفق قراءة منطقية مشفوعة بما يقنع محبيه قبل المحايدين، بل انفلتت الأمور من بين يديه، وكشفت عن تاريخ يجمع الإثنين لا أحد يعرف تفاصيله سواهما.

اكتفى زوربا بقوله إنه يعرف المذيع العدوان جيداً، وإنه عين بالواسطة. كان الاولى بزوربا أن لا ينزلق إلى هذا، وكان الأولى عليه ان يقرأ بنقدية جادة لمحتوى أغنية تضاف إلى قائمة يرى الاردنيون انها عريضة من الأغاني التي تصنف بـ"أغاني الهشك بشك".

جلنا عبر في حياته محطات وظيفية كثيرة- وأنا منهم-، تصنف بأنها مهن من الدرجات الوظيفية (المتواضعة)، هناك من عمل في شركات ومصانع، وآخرون جربوا حظهم في مهن حرفية خشنة، تعرفوا من خلالها على طبيعة الحياة وفصولها، ومنها انطلقوا إلى تحقيق أحلامهم، لكن هل هذا يكفي للغمز واللمز بحقهم؟.

في الواقع، شن الفيديو هجوما شخصيا على المذيع بالاستنداد إلى ذاكرة زوربا الشخصية، في وقت كان الجميع ينتظر منه تقديم قراءة نقدية في آداء المذيع أو المحتوى الإعلامي الذي قدمه، لكنه فضل أن يكون هجومه شخصياً من دون أية حقائق .

نيسان ـ نشر في 2016-01-05 الساعة 14:39

الكلمات الأكثر بحثاً