اتصل بنا
 

عياش لم يحرك ساكنا

كاتب وصحافي أردني

نيسان ـ نشر في 2016-01-06 الساعة 12:30

نيسان ـ

على تخوم قطاع غزة مع الاحتلال الذي عاش من اجل مقارعته يرقد احد الاحياء في قبره فيما يرقبه الاموات من على الابراج القريبة من مقبرة الشهداء شرقي القطاع.
هابه المحتل حيا ولايزال يعاني من تركته التي ورثها "العياشون" واصبحوا مشاريع احياء عند ربهم يرزقون.
من بين يديه مرت عشرات العمليات التي نفذها "الاستشهاديين" بحثا عن حياة تختلف عن عيشة القاعدين.
ومن تحت قبره يلقي مشاريع الشهداء عليه التحية في طريقهم الى تنفيذ المهام خلف حدود الوطن المحتل، اما من يعود منهم فيأمل ان يكون في مقام صاحب القبر.
فيما المارون من فوقه فعليهم ان يأمنوا غدر عدوه الذي يتربص لكل زائر لقبره ويلتقط لهم صورا عبر المنطاد الذي يراقب من خلاله الاحتلال الحدود مع القطاع بعد ان اصبح ظاهر الارض بالنسبة لهم خيرا من باطنها.
قبل عدة سنوات كتب لي ان ازور قبره العياش بصحبة مجموعة اعضاء قافلة شريان الحياة والتي ضمت عمه "عطا عياش" الذي طالما احتضنه حيا ووجد يحيى في بيته ملجأ امنا من العدو واعوانه المتربصين به.
اوصلتنا احدى الحافلات الى اقرب نقطة يمكن للمركبات بلوغها باتجاه المنطقة الفاصلة بين القطاع والوطن المحتل، وعندها طلب منا الترجل والسير مسافة نحو كيلو متر للوصول الى المقبرة التي تحتضن العديد من الاحياء من اخوة عياش.
كان كل واحد منا يسابق الاخر في مشيته وكان الحاج عطا اكبرنا سنا في مقدمة الصفوف متلهفا لرؤية قبر ابن اخيه للمرة الاولى.
وصلنا الى المقبرة وقام احد العاملين على حمايتها بارشادنا الى قبر الشهيد، وعندما وقفنا على الضريح المغطى برخامة تحمل اسمه، خيم السكون على المكان واصبح الحديث للعيون، فيما كسر انين الشيخ عطا ذلك الصمت قبل ان يشد صاحب القبر من ازره فيلقي خطبة امام حضرة المهندس رطبت لها وجوه الحاضرين.
وبعد انقضاء مهلة الزيارة طلب منا مغادرة المكان على عجل بعد ان تم تبليغ حارس المقبرة بوجود حركة لقوات الاحتلال بالقرب من الشريط الحدودي، فعدنا مهرولين وعيوننا خلف رؤوسنا اما المهندس فلم يحرك ساكنا.

نيسان ـ نشر في 2016-01-06 الساعة 12:30

الكلمات الأكثر بحثاً