اتصل بنا
 

أحترس.. السائق بنت

نيسان ـ نشر في 2016-01-07 الساعة 16:39

x
نيسان ـ

الدكتورة الهام العلان

كبرنا ونحن نسمع عبارة "إبعد عنها هاي بنت"، "حمارة مين أعطاها الرخصة"، "إذا بدك تقلب خليك ماشي وراها" "بموت ولا بتسوق فيي".. هذه الثقافة في مجتمعنا الأردني مبنية على أساس أن المرأة هي الأقل براعة في قيادة السيارة، ومعظم حوادث البلد من وراها..

إذا اتفقنا جدلاً بأنها ضعيفة في قيادة السيارة؛ فهذا يعود لعوامل أنت أُيها الرجل أحد مسبباتها؛ فمثلاً عندما تجلس بجانبها تربي العفاريت في دماغها وتشعلها توتر وخوف، في حين عندما تجلس هي بجانبك تتجاوز عن هذا، وتقطع الإشارة حمراء، وتسب على هذا وتلعن ذاك،وهي ولا كلمة على أعتبار أنك المعلم في السواقة يا معلم.. جرب ولو لمرة واحدة فقط إعطائها الفرصة لتلتقط أخطائك وأنت معصب ولا متأخر عن شغلك ولا صائم يا معلم..

وإذا أعتبرنا المدة التي تقضيها المرأة في قيادة السيارة لا تتعدى الساعتين يومياً، هذا بدوره يدفعها للحاجة لوقت أطول لإكتساب المهارة الكافية في التجاوز والسرعة ومسك مقود السيارة بحرفية، وتذّكر أن أي مهارة تحتاج لمزيد من التدريب والممارسة لإتقانها..

أما فيما يتعلق بقيادة الرجل والمسؤوليات الملقاة عليه فيعتبر من أصحاب المسافات الطويلة والطرق الخارجية، فهل تجرأ أحدهم على إعطاء زوجته أو أخته مقود السيارة لتكمل الطريق وأنتم طالعين رحلة ولا نازلين على العقبة؟ بالتأكيد مستحيل ولا "تحلم"..

وبالتالي، فإن الطرق الخارجية تعطي مزيد من الثقة بالنفس للسائق فما بالك لو قطع مسافات طويلة وفي الليل أيضاً، هذه الفرص الذهبية في القيادة لا تتاح للمرأة وليس موضوعنا تعطيها الفرصة أم لا، فكرتنا لا تُلقي اللوم عليها وتنعتها بمفردات لا تليق بك وبها لمجرد عدم الإنتباه أو البطء في القيادة أو مسكها لمقود السيارة وكأن الحرب على الأبواب وخايفة يطير..

وللعلم، فإن المرأة هي الأقدر على التحكم بأعصابها في القيادة، والتقيد بالسرعة المحددة، والأفضل في إتباع الشواخص والإشارات الإرشادية والتحذيرية وغيرها، والأقل في السب والشتم والصراخ على الآخرين، والأقل في عدد الحوادث والمخالفات والتجاوزات..

تخيلوا معي لو برعت السيدات في القيادة كما يريد الرجل ماذا سيحصل في الشوارع..ستشتمك، تصرخ عليك، تزاحمك على الأولوية، تُخرج يدها من شباكها وتدخل بسيارتها مثل الأسود.. وإذا لم يعجبك "تجحرك" وتقول: ها.. "مين مفكر حالك!"..

أُيها الرجال، أشكروا الله أنها ما زالت محافظة على خوفها من عواقب الشارع وتتحمل مسؤولية سيارتها ومقتنعة تماماً بأن السلامة هي الأهم في الشارع، وهذا يستوجب منكم احترامها في الشارع دون مشاغبات ومنغصات تُثير أعصابها، وتأكدوا تماماً بأنكم لستم بأفضل حال منها لكن الفرصة متاحة لكم ولمصلحتكم فاتركوا المرأة بحالها وبهمها وإلا ستجدوا ما لا يسركم في الشارع..

نيسان ـ نشر في 2016-01-07 الساعة 16:39

الكلمات الأكثر بحثاً