المعلم حشرة؟

نيسان ـ

لقمان إسكندر

هل المعلم حشرة؟ عند طبقة من طبقات المجتمع، نعم المعلم مجرد حشرة.

عند بعض السيدات ذوات المحافظ المكتنزة والسيارات الفارهة المعلم بالفعل حشرة.

كيف يجرؤ (هذا الشيء) أن يمنع بنت المحفظة المكتنزة والحساب البنكي الوفير من أن تفعل ما تريد؟ فلتدهس من تريد .. بل فلتدهس (ما) تريد، فالناس في حضرتها هم مجرد (ما) غير عاقلة، وغير إنسانية ويمكن دهسهم بسهولة، ووحدها ومن تريد يمكن أن يخضعوا لطبقة الـ (من) العاقلة الإنسانية.

ولأن القوانين والأنظمة والـ (السستم) كله يرى ما ترى تلك السيدة فان المعلم الحشرة سيدخل في منظومة سستم القوانين .. دعوى بدعوى وقضاء بقضاء. ومن تجرأ على النظر في عين سيده أو ربما سيدته فعليه تحمل العواقب. كيف يجرؤ شخص ما أن يقوم بدوره في حماية الأطفال في ساحة المدرسة؟

كيف يجرؤ عبد هو (فقط) معلم بالنظر في عيني طبقة الآلهة من أصحاب المحافظ المكتنزة.

عندما تقسم أمهات هذا الزمان إلى صنفان الأولى تلد العبيد والثانية تلد الآلهة والسادة، فإن التشدق بسؤال: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ سيبدو سؤالا أحمقا، وغبيا.

كان هذا في زمانك يا عمر. أما في زماننا فالأمهات يلدن العبيد كثيرا.

إن كرامتنا تقصف بصواريخ بالستية تتفتت فيها كل القيم. وتحرق فيها كل معاني العدالة والمساواة.

في المناسبة ما سبق لا يمت للواقع بأي صلة نهائيا. كان مجرد كابوس .. فنحن ما زلنا بخير.