اتصل بنا
 

دراسة تكشف خطة (القاعدة) لتحويل تندوف إلى خلافة إسلامية

نيسان ـ نشر في 2016-01-09 الساعة 14:35

x
نيسان ـ

كشفت دراسة حديثة حول مخيمات تندوف، اختراق تنظيم "القاعدة" لعمق المخيمات، من خلال خطة تروم تحويلها إلى بؤرة "خلافة إسلامية" يتم الكشف عنها لأول مرة، مبرزة أن "تندوف" تصنف ضمن المناطق "غير الآمنة" و"الخطرة" بعد عدد من الاختطافات؛ بما فيها اختطاف عاملين أجانب في منظمات إنسانية.

الدراسة الموثقة ضمن كتاب "ما وراء الستار: دراسة استكشافية لمخيمات تندوف من الداخل"، عن دار النشر "نيبون هيورن"، وشارك في إعدادها باحثون يابانيون ومغاربة، توقفت عند احتمالات وجود تقاطعات بين مقاتلي "جبهة البوليساريو" والجماعات الإرهابية النشطة على الشريط الممتد من منطقة فزان (في الجنوب الغربي من ليبيا) إلى الساحل، وذلك اعتمادا على تقارير رسمية واستخباراتية ومراسلات ودراسات.

وأشارت الوثيقة ذاتها إلى أن شهادات بعض قادة فرع "القاعدة" في المنطقة تثبت استقطاب التنظيم لمقاتلي جبهة البوليساريو، مشددة على أن هذه المعطيات "تستحق التعامل معها تعاملا جديا ليس فقط على المستوى الإعلامي، بل وحتى المستوى الاستراتيجي والدولي المتعلق بمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه".

وأوردت تقريرا يتحدث عن اختراق مخيمات تندوف من طرف الجهاديين، مبرزة أن تلك المعلومات تتقاطع مع تحذيرات سابقة لمراكز علمية ووكالات استخباراتية دولية، بما في ذلك تقرير وكالة استخبارات الأمن العام اليابانية، التابعة لوزارة العدل، خلال أعوام 2011، و2013، ثم 2014.

المصدر ذاته توقف عند ما صدر عن منظر وقياديّ جهاديّ في تنظيم "القاعدة" يدعى "أبو سعد العاملي"، موردة أنه يقِرّ كيف أن "الحركة الإسلامية في مخيمات اللاجئين كان لها دور بارز في إحداث نقلة في أفكار العديد من المقاتلين الصحراويين الشباب وعقائدهم ووعيهم السياسي"، حيث اعتبرها "جبهة جديدة ستعزز صفوف القاعدة، وتلعب دوراً مهماً في تحرير الأراضي الإسلامية، وتكون بمثابة النواة الأولى لدولة الخلافة القادمة".

العنف السياسي للبوليساريو

الكتاب يسلط الضوء على تطورات تاريخ العنف السياسي الذي كانت تنتهجه "البوليساريو" منذ السبعينيات من القرن الماضي، مذكّرا باختطافها لعدد من البحارة الإسبان، وقتل فرنسيين اثنين، واختطاف ستة آخرين عام 1977، "ثم عام 1988 تكرر الجبهة أعمال العنف بإسقاط طائرة أمريكية وأخرى كندية أسفرت عن مقتل العديد من الركاب، لتعتذر الجبهة فيما بعد معتبرة إسقاط الطائرتين تم بالخطأ".

وتخلص الدراسة ذاتها إلى أنه بعد مرور حوالي عقدين من الزمن على تلك الوقائع، ودخول الانفصاليين في مفاوضات من أجل حل النزاع مع المغرب، تحت إشراف الأمم المتحدة، "تعود الجبهة إلى عقيدة العنف كلما ضاقت بها القنوات الدبلوماسية، لتهدد بالعودة إلى السلاح والعنف".

وذكّرت المصدر البحثي ذاته بتوصيف لباحث استراتيجي أمريكي يدعى "أنتوني كوردسمان"، الذي وصف ميول البوليساريو بـ"المتطرفة" عبر "تبني العنف كآلية للتدبير السياسي"، مشيرا إلى أنها واحدة من أبرز الحركات المتطرفة المؤمنة بالعنف.

الوضع القانوني للاجئين بمخيمات تندوف ظل حاضرا بقوة في الكتاب، الذي ساءل من خلاله الباحثون الأنظمة والمعايير القانونية التي تضعها المفوضية الدولية للاجئين لتحديد "هوية اللاجئ"، إذ تقف الدراسة على ما وصفتها "مفارقة الوضع" في المخيمات.

وتشرح الدراسة ذاتها بأن جبهة البوليساريو تحاول تقديم ساكنة المخيمات "ككتلة بشرية ضحية، بينما تتم ممارسة عملية ضبط قسري لحرية التنقل داخل المخيمات وفق منظومة شبه عسكرية يحد فيها البوليساريو، برعاية الدولة المضيفة، من حريات الصحراويين".

وعن معاناة الصحراويين داخل المخيمات، أشار المصدر إلى تعرضهم لكل أشكال الابتزاز والتخويف، منها "فصل العائلات والتجنيد القسري للشباب والأطفال في الجيش، والعمل القسري والاستغلال الجنسي للأطفال الذين يتم إرسالهم إلى كوبا"، إلى جانب "منع اللاجئين من مغادرة المخيمات"، و"الاحتفاظ بالقوة بأي فرد من أي أسرة"، و"ممارسات مشينة أخرى، كالعبودية التي تعتبر جريمة ضد الإنسانية".

يشار إلى أن الكتاب، الصادر عن دار النشر "نيبون هيورن"، عبارة عن بحث جماعي شارك فيه باحثون من المغرب واليابان، يغطون قطاعات معرفية متنوعة، تشمل القانون الدولي والإنساني (عبد الحميد الوالي وماتسوموتو شوجي)، وعلم الاجتماع والأنتروبولوجيا (كي ناكاغاوا وخالد الشكراوي)، والعلاقات الدولية (رشيد الحديكي وعادل الموسوي)، وإدارة الأزمات (المصطفى الرزرازي)، وعلم النفس (عبد السلام الداشمي وزينب الوزاني الشهدي).

نيسان ـ نشر في 2016-01-09 الساعة 14:35

الكلمات الأكثر بحثاً