اتصل بنا
 

رقص واستحضار لــ ِ (حفلة نكد) !!

نيسان ـ نشر في 2016-01-09 الساعة 16:43

نيسان ـ

.

( 1 ) حفلة نكد !

غير النكد الذي يجتاحنا و نصنعه ، أظن ّ الآن أننا في حاجة إلى " حفلة نكد اجتماعيّ " .. حفلة نتشاتم فيها لأسباب تبدو تافهة و يظهر في الأجواء و كأن صراعاً يحدث في الحلبة بين فريقين ، و يظهر هنا في طرف المشهد زعماء وهميّون يديرون دفـّة الجهة التي تصارع هنا ، و يظهر هناك في طرف آخر من المشهد زعماء وهميّون يبدون وكانهم يديرون دفّة النزال لصالح الجهة التي ينتمون إليها أو تنتمي إلى رغباتهم .

نريد نزالا ً مكتمل الوعورة و مكتمل الخبث و مكتمل الفظاظة ، نريده حالكا ً تماما ً لكي لا نعرف فيه وجوه المتخاصمين ولكي نكتفي بالفرجة ولا ننحاز إلى جهة دون أخرى .

نريد " وقتاً إضافيّاً " مخصـّصا ً للنكد الخالص أو لـــ ِ " خلاصة النكد " ، حيث يظهر المتخاصمون و أنصارهم إمكاناتهم في تلوين " البشاعة " و تشكيل السُباب " و تطويح القيم .

نريد نكدا ً من نوع خاص ، كأن نمشي في الشارع فنرى قططاً تشتمنا و جرذانا ً ترفع أذنابها / مفردها ذيل ، و تظهر لنا لا مبالاتها من وجودنا .

نريد نكدا ً مصنوعا ً من خلاصة خلاصة خلاصة اللؤم .

نريد تشاتما ً لم نعهده من قبل و نريد مسألة تافهة صغيرة نرميها في الشارع ونصنع منها حكاية الحكاية و نفترق معها و نتخاصم و نرمي باللائمة ، بعد مصالحة مزعومة ، على أحوال وظروف و مؤامرات خارجيّة ، أسهمت في تطوير النزاع و في تشكيل حالات التخندق هنا وهناك .

نريد نكدا ً بكامل استدارته و وساخته و طغيانه .

...

نريد نكدا ً كما نشتهي ، لكنـّي ألمح وجوه صانعي النكد ، المتخاصمين في العلن و الشركاء في السرّ ، ألمحهم يتضاحكون علينا .

أريد نكدا ً بطعم الزفت .

( 2 ) لـَـمّا !!

لمّا واحد مجنون مثلي بيحكي عن الزمن الجميل و الشوق و الاسترجاع و النوستالجيا المحببة و الحارات و الأغاني المدهشة و الجيران و الشوارع العتيقة و خطابات الزمن الجميل و أيام الراديو الصندوق اللّي كنّا بنسمع من خلاله أغاني أم كلثوم و صباح و توفيق النمري و بنسمع خطابات زعماء الأمـّة في الدكاكين القديمة أو عند بعض العائلات التاريخيّة و كنا بنسمع صوت الشيخ المرحوم عبدالباسط و الشيخ الحصري ، و لمّا كنت بقول إنه صحن الطبيخ كان لذيذاً و بيكفي عشرين شخصاً ، مهما كان نوع الطبيخ و رغيف الخبز بينفع لعائلة و لمّا كانت جارتنا أم القاسم الله يرحمها تنادي علينا نروح نركض و نحكيلها حاضر و لمّا كنا نلاقي حدا أكبر منّا كنا نحكيله عمّو و نبوس يده و نحب أهلنا و نحب الشارع والرصيف و المكان و المدينة و الوطن و الأوطان ... لمّا كنت أحكي عن كل الذاكرة المدهشة في أوقاتنا السابقة و أستذكر .. كانوا يقولون هذا ماجد مش لاقي شغلة و قاعد بيبعبش في الماضي ... و لمـّا بقعد على الرصيف و بمارس دهشتي ، بيقولوا هذا ماجد مشطوب .

باختصار : اللي ملوش ماضي لا يمكن يكون عنده مستقبل و اللي بيعرفش الزمن الجميل لا يمكن يعرف معنى الحياة و اللّي ملوش رصيف بيكون بالضرورة عنده مشكلة مع الهواء و بيكون عنده مشكلة مع الشوارع المكتظة .

( 3 ) تعالوا نرقص !

في فنون الرقص ِ ، ثمّة ما يظهر في العلن أو في المسرح ِ ، راقص ٌ يظهر بأناقته أو فوضاه أو ترهّله أو أحيانا ً في دهشته .. وقد يظهر معه " مرقوص ٌ معه " !

...

لكن الخفاء يواري أو يستر " صانع الرقصة و معلّمها أو راسمها " و يختفي في أنحاء كثيرة " مرقوص عليه " .

.. الراقص فاعل ظاهر يتكيء على مهارة في الحركة و ربّما يستند إلى تمرينات تلائم الرقصة والقصة / و المرقوص معه طرف ٌ يؤتى به لضرورات اكتمال المشهد .

...

صانع الرقصة والمرقوص عليه لا يظهران في اللوحة أو في المسرح ، فغالبا ً ما يروح صانع الرقصة إلى الخفاء ، يصنع و يدبّر و ينزاح إلى ما وراء المشهد .

.. و المرقوص عليه قد يكون من بين المتفرّجين ، لكنّه في الأغلب الأعم ّ يضيع في اللعبة من دون أن يدري أن ّ أدوات الصراع تحرّكه .

...

أتلوّى لأسباب عديدة ، و قد يشاركني فيها و معها كثيرون ، لكنّي لا أروح إلى الرقص بوصفِه ِ حيلة و مصيدة !

.. أعرف أنّني واحد من بين " أمّة عديدها لا يُحصى " ممّن يصنّفون في خانة المرقوص عليهم ، أعرف ذلك و أحاول أن أنزاح إلى طرف ٍ في المشهد و ألوذ بالصمت حين لا أقدر على " رقص للحياة و لنشيدها الحرّ " .

...

العناوين عديدة ، رقص ٌ على / رقص ٌ مع / مرقوص ٌ عليه / مرقوص ٌ معه / معلّم الرقص / صانع الرقصة / المسرح / الكواليس / العازف أو الطبّال / قاطع التذاكر / المتفرّج .

... فأين نحن ؟

نيسان ـ نشر في 2016-01-09 الساعة 16:43

الكلمات الأكثر بحثاً