تلميع
شاهر الشريدة
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2016-01-10 الساعة 11:52
.
امبارح كنا سهرانين بنلعب شدة، انا وشباب قرايبي، بنلعب بناكل، كنا بنحكي ان الانتخابات النيابية قربت، والمرشحين صاروا دايرين من حارة لحارة، ومن مناسبة لمناسبة، لا بخلوا عرس يعتب عليهم ولا عزا، ناس بنعرفهم وناس أول مرة بنسمع فيهم.
وكنا بنقول ان الحياة مسخرة، وكيف التلميع بصنع الناس، ناس بتطلع وبتنشهر فجأة، ناس بتشتري شهادات مشترى، والقاب ما هب ودب، ببلشوا يلمعوا بحالهم بالجرايد والفضائيات والانترنت، راح الدكتور فلان، وحضر الناشط فلان، وسولف الشيخ فلان، واتبرع فاعل الخير فلان.
وناس بشوفولهم كم زلمة وبدفعولهم شوية مصاري، وببلشوا يلمعوا بسيرتهم بالحارات والقرايا والقعدات، مدح وتزقيف، اشي صح واشي كذب، وانشهر يا فلان، شهر شهرين زمان، مابنشوف الا هالزلمة انشهر وانشهر.
فواحد من الشباب قال: والله لازم نتلمع، تعبنا وشقينا وكافحنا، سرحنا بغنم وحرثنا وحصدنا، ودرسنا بمدارس حجر وطين، رحنا ع المدارس بالقرى الثانية مشي بعز الحر والبرد، بشو هالناس احسن مننا.
صفنت فيه وقلت: يا زلمة خليك ع بركتك احسن، البلد مليانة ملمعين، ومن كثرهم بطلنا نعرف الأصلي من التقليد.
فكنا منك ومن تلميعك، اجى دورك، فت فت الشدة، وخربطها مليح، وهات خلني اقطع، بلكي طلعلي جوكر، اللي مثلنا ما بلمع حياتنا غير جوكر.