مذكرات طالب جامعي

نيسان ـ

.

بقلم شاهر الشريدة

بتصحى الصبح بتجهز حالك، وبتسوي فنجان قهوة، وبتفتح أحد التلفزيونات تشوف شو فيه البرنامج الصباحي بتلاقي المذيعة اللي متوظفة بالواسطة، معها ضيف جاي ع الحلقة بالواسطة، وبحكوا عن الفساد.

بتشرب قهوتك وبتروح ع الموقف وبتوقف ع الدور، ولما بتطلع، بتلاقي نص كراسيه محجوزة من الكونترول واللي طلعوا قبلك، لبنات وناس واقفين وراك.

بتنجبر تنزل وبترجع توقف ع الدور، ولما تطلع، بتفتش جيبتك، ما بتلاقي معك فراطة، فبتعطي الكونترول 5 ليرات، بصير يسمعك حكي طالع نازل عشان الفراطة، ولما بوصل عند بنت بتعطيه 10 ليرات، بقوللها خلص دادا حسابك واصل.

بالطريق، بتوقف دورية شرطة الباص، والواقفين اكثر من القاعدين، السايق بمد راسه من الشباك وبقوله: قوّك، ولما الشرطي يعرفه، بقوله الله معك.

بتنزل ع باب الجامعة، وموظف الامن الجامعي بخلي الطلاب شلته واصحابه بفوتوا بلا هوية، وبعطي البنات ابتسامة كتصريح مرور، ولما بتوصل عنده، بقولك هويتك او مافيش تفوت.

بتفوت المحاضرة، وفجأة ما بتوعى إلا الدكتور بقولك: انتا هيه، ليش حاط اجر ع اجر؟ حواليك بنات من هون وهون، وابن فلان وعلان حاطين اجريهم بوجهه للدكتور، وما لقى حدا غيرك يبهدله.

ع الساعه 1 بتطلع من الجامعة، بدك تروح تلحق الاحوال المدنية، بتوقف تستنى تاكسي عشان تلحق بسرعة، ولما بجي تاكسي بوقف عندك، بتفتح الباب، بقولك: لو سمحت، انا وقفت للبنت هظيك مش الك.

ولما بتطلع بعد طول انتظار، بتفوت ع الاحوال الساعة 2، بتقوللهم: بدي اجدد هوية شخصية، بقولولك: اسفين اليوم نهاية دوام، تعال بكرا، وانتا بتحاول تقنع فيهم، بجي واحد عند الموظف.

بتركك وبقوم يسلم عليه، بتصفن فيهم وبتعرف انه قريبه، وبده يجدد جواز السفر، بفوته ع مكتب المدير، وبجيب الطلب لعنده، والموظف بوخذ المعاملة وبجهزها، وهو قاعد يشرب قهوة.

وانتا بتطلع تجر اذيال الخيبة.

بالباص واسطة، والمخالفات واسطة، وتفوت ع جامعتك واسطة، وتحط اجر ع اجر واسطة، والهوية واسطة، وتشرب قهوة بواسطة.

والمسا بتفتح التلفزيون، بتلاقي الكونترول والسايق والدكتور والموظف، طالعين بتقرير بتذمروا وبقولوا: عندنا ازمة فساد ومحسوبية بالحكومة.