جوز هند
شاهر الشريدة
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2016-01-13 الساعة 10:02
بالفيلم الامريكي الشهير cast away للممثل توم هانكس، كان دوره انسان مكافح وبسيط، بشتغل بتوصيل الطرود والرسائل لحساب احدى شركات الشحن.
لما سقطت الطيارة بالمحيط، وكل ركابها ماتوا الا هو، صحي بعد ساعات ولقى الامواج راميته ع الشط بطرف الغابة، كان جوز الهند رمز لارادته بالحياة، من بعد ما فقد الامل من أنه تلاقيه فرق الانقاذ.
فبعد ما اعتقد انه مصيره الهلاك من الجوع والعطش، قادته غريزة الطبيعة لثمار جوز الهند ليكافح ويظل عايش، وتكون طعامه وشرابه.
ثمار جوز الهند انقذته من الموت، لكن لم تنقذ روحه، لأن الغابة اجبرته الخضوع لقوانينها، وحولته لإنسان متمرد وشرس نتيجة خوفه من انه يطلعله حيوانات مفترسة، تقضي ع حياته وكفاحه.
احنا كمان عندنا افلام مثل هالفيلم، لكن افلام واقعية، هند سيدة أردنية وجوزها الإيطالي، لقوا فرصتهم بجوز الهند ليكافحوا بالبلد، فعملوا مطعم صغير باللويبدة، يا دوب طاولتين ثلاث اللي فيه، وسمّوه جوز هند، نسبة إلى اسم هند وجوزها.
لكن امانة عمان بتتعامل معهم ومع باقي المحلات باللويبدة والمنطقة بعقلية غريبة، وبتجبرهم يتحولوا من مواطنين بدوروا ع لقمة عيشهم لمتمردين.
وكمان ترويع وترهيب للبنات اللي بشتغلوا بهالمحلات ليدفعوا مصاريف الجامعات وليصرفوا ع أهاليهم، والاعتداء على الممتلكات والاثاث اللي داخل المحلات وخارجها، وتكسيرها ومصادرتها برغم ان اوراقهم وتراخيصهم قانونية وسليمة، وبدون إنذارات وبدون تنبيهات.
يبدو من بعد فضيحة البسطات وليش تسكنوا بالتسوية بقاع البناية، وبعد ترك كل محلات الحيتان الكبيرة المخالفة بكل عمان الغربية وغيرها، في حد (واصل) مصمم يقتل روح عمان بجبل اللويبدة، وكل المناطق اللي روحها وجمالها بفوضويتها وبساطتها وريحة تاريخها، ولو على حساب كرامة المواطن.