مضادات الاكتئاب
نيسان ـ نشر في 2016-01-13 الساعة 10:57
الإكتئاب هو مرض أو إضطراب نفسي حاد بحيث يؤثر على المريض و مزاجه و سلوكياته ، بحيث تؤدي لمشاكل لمن حوله في المنزل و العمل و غيرها ، كما أنَّه قد يؤثر على جسمه و صحته فهو قد يتسبب بحدوث أمراض القلب و غيرها . و يشعر من يعاني من الإكتئاب بالحزن الشديد فيفقد الرغبة بأداء أعماله و نشاطاته اليومية و غيرها و خاصة تلك التي يحبها و التي إعتاد على القيام بها ، كما يشعر بعدم أهميته في الحياة و فقدان الأمل ، كما يعاني من الحساسية المفرطة و نوبات بكاءٍ بدون سبب و عصبية و القلق و الملل ، كما قد يجد المريض صعوبة في إتخاذ القرارات و ضعف في التركيز ، بالإضافة إلى أنَّه قد يعاني من إضطرابات في الوزن سواء كان زيادة أو نقصان و كما أنَّه قد يشعر بآلام في جسده كظهره أو رأسه من دون سبب واضح و في بعض الحالات قد يفكر المريض بالإنتحار أو قد يقدم حتى على ذلك . لا بُدَّ أن أنوه أنَّ ليس كل شعور بالحزن أو بعض مما ذكرناه سابقاً يضع المرء في خانة مرض الإكتئاب ، فبالتأكيد كلنا شعرنا بين الحين و الآخر بالحزن أو القلق أو التوتر أو عدم الرغبة في شيء و غيرها ، فذلك قد يرجع لوجود مشاكل في العائلة أو مع الأصدقاء أو في العمل ، كما أنَّه قد نشعر بذلك خلال فترة تبديل الفصول فهناك من يشعر ببعض الكآبة في فصل الخريف مثلاً ، كما أنَّ بعض السيدات قد يشعرن بذلك مع الحمل أو عند إقتراب الدورة الشهرية و خلالها نتيجة إضطرابات هرمونية مؤقتة ، فكل ذلك يُعد طبيعياً فنحن بشر نفرح و نحزن ، و نحن نخص بهذا المقال علاج الإكتئاب الحاد و المزمن . إنَّ مرض الإكتئاب يُعد من الأمراض المزمنة فهي تعتبر كأمراض الضغط و السكري و غيرها ، فهب تتطلب متابعة الطبيب و المواضبة على مواعيد زيارته ، كما أنَّها تتطلب الإلتزام بأخذ الأدوية الموصوفة كما يجب و عدم تركها ، لأنَّ هناك حالات من الإكتئاب التي يمكن للمريض أن يتخلص منها و خاصة تلك التي تُكتشف في بدايتها ، و في حالة ترك المريض للعلاج تتفاقم حالته و يحصل له إنتكاسات و بالتالي يصبح المرض دائمياً و تسوء حالته أكثر فأكثر . و مما سبق ذكره فإنه في حالة تأخر العلاج و عدم الإلتزام به يؤثر ذلك على وضع المريض المستقبلي و على إمكانية عدم حاجته للعلاج فيما بعد . لأسباب غير معروفة بشكل دقيق بعد تحدث بعض الإضطرابات في الدماغ في النواقل العصبية التي ترسل الإشارات العصبية التي تكون مسؤولة عن المزاج و هذا ما وجدته الأبحاث في من يعانون من مرض الإكتئاب ، وقد رجح بعضهم أنَّ بعض العوامل البيئية ( تتعلق بحياة و محيط الشخص كفقدان من يحب مثلاً أو التعرض لصدمة ما ) ، و الوارثية كأن يكون في تاريخ العائلة شخص يعاني من الإكتئاب ، قد تساهم في حدوث الإكتئاب . و بناءً على ما سبق فإنه يمكن تعريف مضادات الإكتئاب على أنَّها أودية تقوم بمعالجة عوارض و مظاهر الإكتئاب و هي تقسم إلى أربعة أقسام : أولاً : مثبطات إعادة إمتصاص السيروتونين الإختيارية . ثانياً : مضادات الإكتئاب ثلاثية الحلقات . ثالثاً : مثبطات أكسيداز أحادي الأمين . رابعاً : مثبطات إعادة أخذ السيروتونين و النورادرينالين . ككل أنواع الأدوية فإنَّ مضادات الإكتئاب لها آثار جانبية و لكن هذا ليس مدعاة إلى عدم اخذها ، و لذلك لا بُدَّ من مراعاة إرشادات الطبيب و إخباره بأي شيءٍ تشعر به .