ممنوع التصوير
شاهر الشريدة
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2016-01-14 الساعة 12:23
.
ايام زمان ما كان فيه لا صالات ولا فنادق، ولا حتى كان فيه خيام، كانت الاعراس من التعليلة للحنا للزفة للغدا بالحارة.
كنا الصغار، نظل واقفين بنص الدبكة وقدام العريس بالزفة، تايصحلنا لقطة بصورة طايشة من كاميرا مافيش غيرها، مستقرضينها قرضة من حدا بقرية ثانية.
راحت ايام الشيطنة والركض قدام الكاميرات، وصارت الاعراس كلها بالصالات والفنادق.
لكن اللي بلفت الانتباه باعراس هالايام، ان دايما مكتوب ب كرت العرس ممنوع التصوير وممنوع اصطحاب الاطفال.
ولما بشوف هالعبارتين، بصير افكر بايام زمان، وكروت عرس ايام زمان، وكيف اتغيرت الاعراس وراحت بهجتها، وليش انسرقت فرحة الاطفال.
زمان كان فيه كاميرات عادية وممنوع حدا يصور غير إخوان العريس وخواته، لكن بهالظروف والواقع اللي بنعيشه هالايام، صار فيه تكنولوجيا وكاميرات تلفونات وفيسبوك وانترنت وفضايح و و.
ما ظل فيه أمان ع البنات وخصوصيتهن بالاعراس بالبيوت والصالات، بدهن يفرعن ويشلحن الحجاب ويفرحن ويرقصن بعرس اخوهن وقرابتهن، وما يلاقن ثاني يوم صورهن منشورة بالسبع القرايا وصفحات الانترنت.
التكنولوجيا قتلت افراحنا وسرقت خصوصياتنا، والتصوير ممنوع اخلاقيا وقانونينا، واستغلال الصور دناءة، سواء من أهل العرس او المعازيم او أصحاب الصالات والعاملين فيها.
الاطفال صح مزعجين وطول العرس بنطوا من هون لهون، وبدعسوا ع فستان هاي، وبفعسوا الكاتوه ع فستان هاي، وبكبوا البيبسي ع شعر هاي، لكن بظلوا اطفال.
ومن الأفضل، أن الناس تلغي عبارة ممنوع اصطحاب الأطفال، وتضيف بدل منها عبارة، ممنوع حضور اصحاب النفوس المريضة.