عاصفة الحزم ...... ماذا بعد ؟
نيسان ـ نشر في 2015-04-30
عاصفة الحزم ...... ماذا بعد
الناظر إلى الشرق الأوسط والمتابع لأخباره يجد تحركا ملحوظا من قبل امريكا والاتحاد الأوربي، كما يجد أيضاً مرونة في التعامل مع الملف الإيراني.
لا يخفى على الكثيرين تواصل الأمريكيين مع الإيرانيين من اجل تسوية كثيراً من الملفات العالقة، وعلى رأسها الملف النووي الايراني .
تمددت ايران في الاقليم بشكل جيد بعد سقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين يغريها على ذلك وجود تربة خصبة، ناهيك عن سقوط جنوب لبنان في حظنها عبر حزب الله . وتدخلها الملحوظ في البحرين وامتداد اصوات مواليها في الكويت، إلى جانب دعمها المستمر لنظام الأسد في سوريا، وكذلك استنبات ورعاية جماعة الحوثي في اليمن.
هيأت ايران نفسها لاخذ مكانتها في الشرق الاوسط الجديد بعد تغير مراكز القوى، سيما وأن الإدارة الأمريكية تبحث عن حليف قوي له تأثيره ودوره في المنطقة.
قامت إيران بهذا الدور مستغلة انشغال العرب بربيعهم، وسقوط حكام وتغير في سياسات تلك الدول، حيث انشغلت مصر بقوقعة الاقتتال الداخلي بين العسكر والاخوان، وسوريا تغرق في حرب داخلية لا أحد يعرف نهايتها، وهذا الأردن يجاهد في خلق التوازنات وهو يعيش في وسط ملتهب.
بعد وفاة خادم الحرمين الملك عبد الله وتسلم الملك سلمان بقي الرهان على الدور السعودي في المنطقة، لكن بدا صوت إيران يعلو وتغذ الخطى باتجاه صياغة قرار نهائي ينهي الملفات الإيرانية العالقة.
وتظهر في خلفية المشهد الإدارة الأمريكية وهي تمنح سلمان بعض من الوقت لترى إلى أين سيذهب، وإلى أي حد ستتأثر حقول النفط؟.
يعلم سلمان جيدا أن إيران انتعشت اقتصاديا في السنوات الاخيرة اثر ارتفاع أسعار النفط، فعمد الى اغراق السوق بالنفط، الى ان انخفظت أسعاره ولم تجرؤ إيران على مجاراة الوضع.
وسط هذا الجو ظهر الحوثي وهرب الرئيس عبد الهادي منصور، فجاء الرد بإعلان الملك سلمان عاصفة الحزم التي قد حققت كثيراً من المكتسبات للعرب.
توحد الصف العربي بعد إعلان بدء العاصفة وأرسلت الكثير من الدول العربية طائراتها للمشاركة، واستنهضت لدى أغلب الشعوب العربية إحساسهم بهوية واحدة مضى وقت طويل على غيبوبتها.
تبقى فكرة الحديث: ماذا بعد عاصفة الحزم؟.