اتصل بنا
 

إبهار صينيّ يجمع ما تفرق من حضارات العالم

نيسان ـ نشر في 2016-01-19 الساعة 12:06

x
نيسان ـ

وسط مدينة شنزن الصينية، المحاذية لولاية هونغ كونغ، توجد واحدة من أكبر ساحات المدينة، التي تستقطب يوميا آلاف الزوار من الصينيين والسياح الأجانب، الذين اختاروا الاستمتاع بـ"نافذة العالم"، التي تطل بهم على أفضل مآثر العالم، وأكثرها عمقا في التاريخ الإنساني.

"نافذة العالم"، أو "Window of the World"، جمعت ما تفرق في التراث العالمي، من الإغريق إلى الفراعنة، وحتى الرومان، والحضارات التي دأب الإنسان على مر التاريخ على الإبداع من خلالها، إذ حرص الصينيون على جعلها قبلة لكل من يريد التجول والاستمتاع بأكثر المآثر التاريخية شهرة في مختلف البلدان عبر القارات الخمس.

شنزن، المدينة القريبة من كوانزو، لم تكن تحظى بأي اهتمام في عهد "قائد الثروة الصينية"، ماو تسي تونغ، وإلى حدود سنة 1976 كانت مجرد قرية كغيرها من القرى المحاذية لها، لكن بعد أن تولى دونغ شياو بينغ الحكم، تغيرت المدينة، وأصبحت مركزا للتكنولوجيات الحديثة، أو كما يحلو لعدد من الصينيين وصفها بـ"سيليكون فالي الصين"، نظرا لتمركز عدد من هذه الشركات فيها، وكذا جذبها لمجموعة من الاستثمارات الأجنبية، خاصة الأمريكية منها.

وبالعودة إلى تاريخ منتزه "Window of the World"، فإن تأسيسه يرجع إلى سنة 1994، حيث افتتحه الرئيس الصيني الأسبق، جيانغ مين، ليكون بمثابة متنفس لمدينة شنزن، التي أصبحت مركز الشركات الكبرى في مجال تصنيع الأجهزة الإلكترونية كـ"هواوي" و"لونوفو"، وهاجر إليها عدد كبير من سكان البوادي المحيطة بها، من أجل الاشتغال في شركات تصنيع الهواتف والحواسيب وغيرهما، إلى درجة دفعت عددا من هذه الشركات إلى توفير مساكن لعمالها بالقرب من أماكن عملهم.

ومن أبرز المعالم التي تزين ساحة "نافذة العالم"، يوجد مجسم لبرج "إيفيل" بالعاصمة الفرنسية باريس، ومتحف اللوفر، بالإضافة إلى تقليد لقوس النصر، في حين شُيِّدت بجنبات الساحة بعض من أهرامات مصر، والتي تم تزيينها بالأضواء الساطعة، ما يضفي على المكان رونقا متميزا، خاصة مع بداية غروب الشمس وتسلل الظلام إلى سماء شنزن.

وإلى جانب الأهرامات الفرعونية، تحضر أيضا عدد من تماثيل الإغريق والرومان، بالإضافة إلى معالم نيويورك الشهيرة، وناطحات السحاب في مانهاتن، ومنظر طواحين الهواء والزنبق بهولندا، في الوقت الذي لا تغيب فيه عن الساحة أبرز ما تتمتع به روسيا وألمانيا واليونان، وغيرها من الدول التي اختار "التنين الصيني" أن يجمع فيما بينها في "نافذة العالم".

العناية الفائقة التي يوليها الصينيون لهذه المعلمة تبين مدى الأهمية الكبيرة التي تحظى بها في بلد المليار و300 مليون نسمة، كرهان لجعلها قبلة للسياحة الداخلية قبل الخارجية، وتحويلها إلى رمز من رموز الحضارة الصينية التليدة، على الرغم من أن جل هذه المآثر التي تزينها مستوحاة من حضارات أخرى، كان لها نصيب وافر في إغناء التراث العالمي، وجعله أكثر تنوعا وأصالة.

نيسان ـ نشر في 2016-01-19 الساعة 12:06

الكلمات الأكثر بحثاً