اتصل بنا
 

ماذا يجري في تونس؟ هل نحن أمام نسخة جديد من صاعق الياسمين .. ولماذا ترشي فرنسا الثوار بمليار يورو؟

نيسان ـ نشر في 2016-01-22 الساعة 16:26

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر..

البعض المشتاق لحرية النسخة الأولى من (الربيع العربي) يرى أن الظروف والمناخات قد تقود الى نسخة جديدة من (الربيع) .. هناك إرهاصات وافرة للولادة لكن أحدا لن يستطيع التنبؤ بما سيجري رغم أن المجتمعات العربية المعنية حبلى بـ (ماتورات) الدفع الذاتي نحو التغيير..

هل نحن أمام صاعق جديد شعلته في تونس وقنبلته في مصر؟ لا أحد يستطيع التكهن بموعد النسخة القادمة من الربيع العربي. ربما هذا العام وربما بعد عشرين عاما. لكن الاعتقاد هو في أن كل ما يجري مجرد أرضيات لما ستستقر عليه الأمور لاحقا. على أن الجميع يراقب.

اول الخائفين كانت فرنسا التي سارعت الجمعة الى اعلان مساعدات لتونس بقيمة مليار يورو ، قالت انها ستدفعها خلال خمسة أعوام. أين كان باريس وهي ترى الشعب يتلظى بنار الفقر سابقا. إنها الرشوة بكامل معانيها.

ليس من حسن الطالع بالنسبة الى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن تندلع مواجهات في تونس في الوقت الذي تتحضر فيه قواته الأمنية لقمع ما يعده المعارضون يوم 25 يناير.. الكابوس بالنسبة الى السيسي أن توفر المناخات السابقة للثورة ضد الرئيس السابق حسني مبارك مناخات مطابقة لثورة ضد نظام السيسي .. خاصة وان معطيات ما يجري في تونس – حتى الآن على الأقل – يشبه تلك المواجهات التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي.

في العادة التاريخ لا يعيد نفسه بهذه السرعة. نحن نتحدث عن خمس سنوات فقط. إذن هل نحن أمام التاريخ نفسه، لكنه ممتد بأحداثه. البعض يقول: من المغالطات فصل ما جرى عام 2011 بما يمكن أن يجري عام 2016م. ربما.

ما يبدو حتى اللحظة وكأن (دولاب الثورة التونسية) أعاد تشغيل نفسه من جديد. ينتحر معطل عن العمل في تونس حرقا، فتبدأ مواجهات عنيفة بين أجهزة السلطة والناس في الشوارع، فتعلن السلطات حظرا ليليا .. وهكذا. هل يذكرنا هذا بمشهد ما قبل خمسة أعوام.. بالضبط خمسة أعوام.

ما زال الوقت مبكرا على الانتشاء. لكن علينا أن ننتبه انه - في حال وقع ما تخشاه الأنظمة ويخشاه معها الغرب – لن يكون هناك مطابقة في النسختين الأولى والثانية من الربيع العربي، إلا من حيث مساره وسكته الافتراضية.. أو هكذا نظن حتى الآن. تونس فمصر ثم ليبيا.. هل يمكن أن يفعلها القوم مرة أخرى؟

دعونا نبدأ من جديد.. هل هذا ما يحدث اليوم بالفعل. في مصر القصة أعقد من ذلك بكثير، إلا أننا نستطيع أن نتخيل كيف يضع السيسي كلتا يديه على رأسه حاليا .. ما الذي يجري؟ يقول ويصرخ يا الهي، أيعقل أن يفعلوها مجددا ؟

حتى الآن التوانسة صامدون، وإذا ما فشلت السلطات في فرض حالة التجوال فهذا يعني الكثير. على أن تونس لا تستطيع أن تكون أكثر من رمز أو صاعق للقنبلة العربية.

في ليبيا المشهد لا يقل تعقيدا، بعد أن ظهر انفلات عقد الثورة المضادة التي يقودها حفتر ضد التغير نحو الديمقراطية والحرية. في ليبيا يبدو أن الانفجار سيكون من داخل الثورة المضادة نفسها، التي قادها الصديق المقرب للراحل معمر القذافي.

أما الإسلام السياسي، فقد اختبر تجربة مريرة نفترض أنها علمت أصحابها أن الصدارة في زمن تكالب الأعداء على الأمة ليس مطمعا، بل مصيدة، وأن (فقه الواقع) يفرض عليهم الإيمان بالعين المجردة أن اعتلاء الكراسي حتى عبر الصناديق يساوي اليوم الانقلاب وأن المشاركة هي الخيار الوحيد المتاح لهم.

إن كان يقع ما نأمل، فإن ما سيجري في مصر وتونس وليبيا سيدير العربة نحو سكة أراد صانعو الثورة المضادة أن لا تسلكها الشعوب العربية. هذا سيعيد خلط الأوراق في العالم كله وليس في المنطقة فقط.

نيسان ـ نشر في 2016-01-22 الساعة 16:26

الكلمات الأكثر بحثاً