اتصل بنا
 

من هو رضا اليحياوي (بوعزيزي) تونس الجديد ؟

نيسان ـ نشر في 2016-01-22

x
نيسان ـ

بعد 5 سنوات من إحراق محمد البوعزيزي ـ مشعل الثورة التونسية - نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجًا على مصادرة عربة خضار يكسب بها رزقه، صعق اليحياوي نفسه فوق عامود كهربائي لأن السلطات شطبت اسمه من قائمة التعيين وأحلت مكانه آخرين وصفتهم بـ"مفروزين أمنيًا".

نشرت صحيفة الصباح التونسية قصة الشاب رضا اليحياوي، 26 عامًا، قائلة:" كان محيط مركز مدينة القصرين يوم السبت الماضي، مسرحًا لحادث أليم تمثل في قرار اليحياوي الانتحار بعد أن تم شطب اسمه من قائمة المعينيين بوزارة التربية التونسية.. صعد عمود الكهرباء ليتعرض لصعقة سقط على إثرها فتحطمت عظامه وقضى نحبه ولم تفلح جهود السلطات المحلية في إنقاذ جسده.

على طريقة البوعزيزي، خرج عشرات المحتجين مساء السبت للتظاهر وأغلقوا الشوارع وأشعلوا العجلات المطاطية، وانطلقت شرارة الغضب والاحتجاج في يوم الأحد عندما خرجت جنازة اليحياوي إلى مثواها الأخير، حيث شارك المئات في تشييع جنازته، وتم فتح التحقيق في حقيقة شطب اسم البيحياوي من القائمة فتبين أنه ضمن 7 أشخاص تم استبعادهم لعدم توافر شروط الالتحاق واستبدالهم بنفس العدد من الـ"مفروزين أمنيًا" على حد وصف الصحيفة. "ابني ضحية الفساد والتهميش والوعود الجوفاء، ولولا الفساد لما شطب اسم ابني ولكان لا يزال حياً"، بهذه الكلمات يلخص عثمان اليحياوي، الوضع الذي يواجهه الشباب بعد أن أشعلت وفاة ابنه خلال تظاهرة في القصرين (وسط البلاد) موجة من الاحتجاجات الاجتماعية في تونس، فيما فرضت السلطات حظراً للتجوال في جميع المدن التونسية.

يقول الأب البالغ من العمر 65 عاماً بصوت يخنقه الغضب: "لولا الفساد لما شُطب اسم ابني ولكان لا يزال حياً، طالما أنهم بحاجة لواسطة للحصول على وظيفة سيموت شباب آخرون مثله"، ففي يوم السبت "الأسود" كما يقول، كان رضا الحامل لدبلوم مهني في الكهرباء يسعى لمقابلة المحافظ لفهم لماذا حُرم من فرصة العمل، لكن تم تجاهل طلبه، وهذا ما أدى إلى وفاته برأي والده، الذي يسكن في حي الكرمة الفقير بالمدينة التي يعيش بها أكثر من 80 ألف نسمة والقريبة من الحدود مع الجزائر.

وقال عثمان، وهو أب لستة أولاد وابنتين آخرين: "إذا لم أحصل على حق ابني فأنا مستعد للتضحية بغيره"، مطالباً بتعويض مالي عن وفاة رضا وبأن تعترف السلطات به "شهيداً" مثل 338 من ضحايا الإرهاب وضحايا القمع الدامي للانتفاضة التي جرت نهاية 2010 ضد نظام زين العابدين بن علي.

من جهته يقول محرز اليحياوي، البالغ من العمر 36 عاماً، إن "إهمال الدولة لهذه المنطقة المهمشة منذ عشرات السنين" هو السبب في موت أخيه، ويضيف الشاب الباحث عن عمل أن "الوضع الاجتماعي شديد الصعوبة"، موضحاً أن السلطات "تدفع الشباب الفقير إلى التوجه نحو الاتجار بالمخدرات أو الإرهاب"، بعد أن التحق آلاف التونسيين بصفوف التنظيمات الجهادية مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق وليبيا المجاورة، ويشاركه الرأي الكثير من شباب القصرين، حيث يرتسم الفقر على كل شيء فيها من الطرق المهملة إلى الأحياء المكتظة والمساكن المتهالكة.

وأمام هذا المشهد المتكرر بعد 5 سنوات من إحراق البائع المتجول محمد البوعزيزي نفسه في سيدي بوزيد وانطلاق الثورة على النظام، يقول سليم البالغ من العمر 27 عاماً، وقد غطى نصف وجهه بمنديل، إن هذا دليل على أن "سياسيينا لم يفهموا شيئاً"،

ويضيف وهو يشارك مع عشرات آخرين في قطع الشارع الرئيسي في المدينة بالإطارات المشتعلة: "أعتقد أن الوقت حان لكي نجعلهم يفهمون ولكي يرحلوا"،"عمل، حرية، كرامة وطنية" يردد المحتجون مستعيدين شعارات الثورة التي أطاحت بحكم زين العابدين بن علي الذي تولى السلطة بلا منازع طيلة 23 عاماً.

نيسان ـ نشر في 2016-01-22

الكلمات الأكثر بحثاً