أموات باجساد حية

نيسان ـ

>

بظلوا الناس يقولوا: اتجوز اتجوز يا زلمة، وخلفلك ولد يحمل اسمك، حتى لو مهدود حيلك من الطفر، اتجوز، بجي الصبي وبجي رزقه معه.

ولما بتنوي تتجوز، بجوزوك وبختارولك عروس ع كيفهم، ولما بتخلف، كل القرايب بختاروا اسامي للطفل ع كيفهم.

مش ماينين ع اسامي اولادهم، وبدهم يمونوا ع اولاد الناس، والله بطلعلهم، مهو احنا هيك حياتنا من لما ننخلق، ارواحنا مش مملوكة النا، ولا النا خص باختيار اشي فيها.

بنفوت المدرسة ومالناش حق نختار المقعد او بجنب مين نقعد، يا بقعدونا ع كيفهم، يا حسب احرف اسامينا.

وباللبس، بدنا نظل نلبس ع ذوق اهالينا، شو بشترولنا بنلبس، ولما بدنا نختار تخصص بالجامعة، بنختار ع كيف اهالينا.

ولما بنتوظف، مالناش حق نختار الوظيفة، بنتوظف وقت بدهم وشو مابدهم، وبعينونا وين ما بدهم.

ولما بنروح عالمخبز، مالناش حق نختار خبزاتنا، بنلاقي الخبز بالكيس بنشيله وبنمشي.

بنطلع بالسرفيس، بنلاقي واحد بدخن، وواحد فاتح الشباك، وواحد قاعد بتهاوش مع مرته ع التلفون، ومالناش حق نعترض لا ع دخان ولا شباك ولا تلفون، ولا ع الاغاني اللي حاطها السايق.

هيك حياتنا مجبورين فيها ع كل اشي، ومالناش حق نختار اشي فيها، عايشين اموات باجساد حية.

المرة الوحيدة اللي بكون النا فيها فرصة لنختار، ونحس ان فينا نبض حياة، ونحس ان حياتنا الها طعم مختلف بنختار غلط.

لازم نختار غلط، لأن بحياتنا ولا يوم ولا مرة اتعودنا ع حق الاختيار، عشان هيك لما بدنا نقرر مصيرنا ومصير دولتنا، وننتخب نائب يمثلنا ويحكي باسمنا، بننتخب النائب الغلط.