اتصل بنا
 

جدية تلويح واشنطن بالتدخل العسكري في سوريا ..

نيسان ـ نشر في 2016-01-24 الساعة 12:04

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

رغم تلويح نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن باستعداد بلاده لتنفيذ عمل عسكري في سوريا في حال فشل الحل السياسي الذي تقوده كل من واشنطن وموسكو، إلا أن الاعتقاد في هذا التلويح انه محاولة للضغط على طرفي النزاع المعارضة من جهة وروسيا من جهة أخرى، من أجل تقديم تنازلات لورقة تمثيل المعارضة السورية في مؤتمر جنيف، بالتزامن مع الضغوط على المعارضة السورية بالنزول عند بعض الشروط الروسية – وفق ما تسرب من معلومات - ومنها استبدال رئيس الوفد العميد المنشق أسعد الزعبي وكبير المفاوضين محمد مصطفى علوش أحد قادة «جيش الإسلام» بشخصين مدنيين، وإضافة شخصيات من «القائمة الروسية» إلى وفد الهيئة العامة للمعارضة السورية المنبثقة من مؤتمر الرياض.

إذا كان من تدخل عسكري أمريكي في سوريا فسيكون محدود الأهداف، يبتعد عن مصالح الشعب السوري، بل ويتقاطع مع مصالح النظام في كثير من أهدافه، أولا ومصالح الأكراد الذين وضعوا دولتهم المستقبلية - قبل ولادتها - كعدو مفترض للدول العربية.

لقد استطاعت واشنطن مبكرا تدجين المعارضة السياسية السورية أو ما يطلق عليها في سوريا معارضة الفنادق، بتحويلها الى مجرد واجهة صنعتها بيديها، إلا أن هذه المعارضة لا يمكن أن تذهب آخر الشوط في فلسفة (التنسيق الأمني) مع واشنطن حتى لو كان ضد مصالح شعبها، خاصة وان قوتها مبنية من قوة مواقفها السياسية المتوافقة مع طموحات الشعب فهي تدرك عدم حضورها الفعلي على الأرض.

حضور رمزي ..

ورغم التلويح الأمريكي فواشنطن لا ترى حتى الآن من دافع يستدعي تدخلها البري المباشر في سوريا باستثناء الحضور الرمزي الذي وصفه وزير الدفاع الأمريكي "آشتون كارتر" بأن مهمته "تحديد الجماعات والفصائل التي ترغب في قتال تنظيم "الدولة"، وليس مهمتها أن تكون بديلًا عن القوات المحلية التي تقاتل في سوريا ضد التنظيم.

في الحقيقة، عين واشنطن اليوم على ليبيا النفطية أكثر بكثير من عينها على سوريا. فمبكرا ظهر الموقف الأمريكي الضعيف في سوريا الذي ما زال على حاله وفتح الباب أمام روسيا للدخول بكل قوتها الى أزمة تزداد تعقيدا يوما بعد يوم.

الأكراد يظهرون في الصورة دائما

إن المدقق في التحركات الأمريكية في المنطقة منذ البداية يدرك أن على طاولتها ملفان ترى أنهما يتقاطعان مع مصالحها الإستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط؛ إسرائيل والأكراد.

وبينما استطاعت واشنطن بمساعدة موسكو صيانة المصالح الإسرائيلية ما زال الملف الكردي يظهر الكثير من التعقيد خاصة مع تشدد الشروط التركية.

ما يدعو الى القلق بالنسبة الى شعوب المنطقة ليس في هذا وحسب بل في أن الاكراد على استعداد للقيام بكل ما يلزم لواشنطن وموسكو بهدف "إعادة رسم الحدود في منطقة الشرق الأوسط، استنادا الى الحوار الذي اجراه رئيس اقليم كردستان، مسعود البارزاني، مع صحيفة الجارديان البريطانية، قبل يومين.

الرجل لا يخفي ما بيديه من طموحات عندما خاطب زعماء العالم داعيا اياهم الاعتراف بفشل اتفاقية سايكس بيكو وضرورة رسم حدود المنطقة من جديد بما يمهد لفتح الطريق من أجل قيام دولة كردية.

نيسان ـ نشر في 2016-01-24 الساعة 12:04

الكلمات الأكثر بحثاً