اتصل بنا
 

دكتوراه

أكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2016-01-25 الساعة 10:29

نيسان ـ

حين يصبح من يحمل درجة الدكتوراه في اللغة العربية لايعرف الحدود الدنيا، فضلا عن العليا في تخصصه وتكون بضاعته من العربية كبضاعة جدتي _رحمها الله في الفرنسية_ ويتوسط له العمداء والرؤساء والنواب والأعيان ولايجرؤ أحد أن يقول له: إنك تعرف أننا نعرف أنك لاتعرف، فاحمل أوراقك وارحل.
عندها يحق للدكتور ارحيل الغرايبة أن يبكي واقع جامعاتنا التي نسأل الله لها السلامة؛ فقد أصبحت عالة على هذا الوطن وأصبح الفتى العربي فيها غريب الوجه والدم واللسان.
وأصبحت كلمة الحق تحتاج إلى سوط ليسمع صوتها.
نعم إنني أعرف من يحمل درجة الدكتوراه ولايقيم أود اللغة ولايفرق بين أساسيات وضرورات لايقع فيها الأكاديمي العادي ويغض عنه الطرف؛ ﻷن في أفواههم ماء من مائه الآسي ومورده الملوث.
يحق لطلابنا ألايحترموا أساتذة نالوا شهاداتهم بالغش وكانت سيرهم العلمية حافلة بالأخطاء الكارثية حتى تهامس الاقربون والأبعدون: إنه نال شهادته بالوساطة وأن ثمة يدا خفية كتبت له أطروحته مقابل مبلغا من المال لمن يملك المعرفة خالية من الأخلاق.
والمؤسف حقا أننا نكتشف كل يوم أن نيتشه محق في قولته "لا تشرق أكثر من السيد" وهذا يبرهنه الوهن الذي أصاب مؤسساتنا الأكاديمية فجعل من رئيس القسم والعميد والرئيس مرورا بمجلس الأمناء يبحثون عن الضعيف؛ ليكون بينهم ويصوت على قراراتهم ويرضي طموحهم حتى يظهر هذا الصغير كبيراً أمام من هو أصغر منه وهكذا دواليك إلى أن يجد الطالب نفسه مرات كثيرة مجبرا على حضور محاضرات يكون أستاذه فيها كمثل الحمار يحمل أسفارا.
إننا أمام منظومة من اللا أخلاق تحكم عقل الدولة التي بدأت تحارب حقا سياسة الغش في المدارس، ولكنها تتغافل عن سياسة العبث بالدراسات العليا، وتترك أولئك الغششة الذين يمتهنون كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه، ولا تلقي بالا لذلك الأستاذ الذي يجعل من عمله الأكاديمي جسر عبور لعلاقات اجتماعية ومكاسب مادية ولا تسأل المشرف واللجنة الذين رضوا على أنفسهم أن يكونوا شركاء في خطيئة قد تنال أبناءهم فضلا عن أبناء الوطن.
آمل أن نجد آذانا صاغية وقلوبا واعية وعقولا مفكرة ورجال وطن يعنيهم التعليم، وأن تكون سياسة اختيار الأكاديمي بالذات بعيدة كل البعد عن العواطف، وأن يخضع كل حقل من حقول المعرفة لامتحان معرفي ثقافي لنعرف الدكتور الذي كتب من المكتوب له والحقيقي من المزيف فهل من مجيب؟ ؟

نيسان ـ نشر في 2016-01-25 الساعة 10:29

الكلمات الأكثر بحثاً