اتصل بنا
 

المأزق المصري .. لا مماليك اليوم ننتظرهم.. قطز مات. وصلاح الدين لم يولد بعد

نيسان ـ نشر في 2016-01-26 الساعة 14:44

x
نيسان ـ

.

لقمان إسكندر

ليس المأزق المصري بأقل تعقيدا من المأزق السوري. وباستثناء كمية الدم الحرام المسفوك في الشام، فإن كليهما يعانيان من كرامة مهدورة يطلبها ثائرون ويعبث بها الفاسدون.

بمقاييس الأمم الخراب حاصل هنا وهناك، والدمار الوطني الذي تعانيه الشخصية المصرية ليس اقل هدما من الدمار المتحقق في الشخصية السورية، اللهم أن الأخيرة باتت معرضة للتهديد الحقيقي والزوال التدريجي تحت وطأة الأمر الواقع، على أن الحل هنا لا بد وأن يرتب عليه حلا هناك. التاريخ يقول ذلك، والواقع المعايش يدعم هذا، بل والأعداء ما وراء سيناء هم أنفسهم في الغوطة.

لا مماليك اليوم ننتظرهم، من أجل أن يحلو لنا العقد، قطز مات. ومات معه (الصالح)، وصلاح الدين لم يولد بعد. ما الحل؟

على الطاولة حلان؛ الأول سياسي تفرضه القوى الدولية وتضع فيه شروطها التي يراد لنا فيها أن نستسلم لسايس بيكو جديد، يلهو بنا قرنا آخر، والثاني: عسكري ما زال عصيا ينتج معه آلاف المآزق. مآزق لم تصنع في الصين، فبيدينا نحن صنعناها، ومنذ أكثر من قرن.

صحيح أن الأجيال الشابة تحاول، وتريد استكشاف الطريق، إلا أن الممانعة الاستعمارية ما زالت تفرض إيقاعها على الحلول كلها.

أجيال شابة تدعو للخروج في ذكرى 25 يناير. وترفض التفاوض على طاولة الروس والأمريكان في جنيف، وتريد أن تحمي ما تبقى من ثورة في تونس. هي فقط تحاول، من دون أن يبدو أن لتحركها ناتج موضوعي يسفر عن معطيات النصر.

المأزق المصري - كما السوري – هو في تهتّك الشخصية الوطنية العربية وتشظيها وانشغالها بحروبها الجانبية.

نيسان ـ نشر في 2016-01-26 الساعة 14:44

الكلمات الأكثر بحثاً