اتصل بنا
 

صلد الرجل شبح يرعد قلب المرأة

نيسان ـ نشر في 2016-01-28 الساعة 12:38

x
نيسان ـ

.

بقلم فؤاد حسن الدلايكه

حض الإسلام من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة الرجل على ضرورة إكتهاء قرينته والمعاملة بالحسنى، والإذعان إلى رغبتها قدر الإمكان، وحفو أصرة الزوجية بأسر حصين لين بما يرض الله، سواء في الإنفاق عليها أو في المؤالفة الحميمة، إلى غير ذلك من الواجبات المحتمة عليه.

ورغم إنجلاء النصوص الشرعية التي تحث على ذلك إلا أن بعض الرجال تباله شرع الله، وأمحق من حقوق الزوجة، يعاملونهن بفتك وبالإساءة اللفظية والجسدية، ويقترون عليهن بالمال حتى لو كان الرجل ميسورا .

وأغلب النساء يعانين من بخل الرجل، فصلد الرجل شبح يرعد الحياة الزوجية، ويعد أحد الأسباب الرئيسية في تثبيط العلاقة بين الزوجين، فهو أحد أعداء الطمأنينة الأسرية، والرجل الشرقي غالبا ما يكون كريما بعيدا عن الأسرة، حيث يريد أن يظهر دائما ثريا رغد، في ذات الوقت بخيل مقتر على زوجته، وعلى الرجل أن يعي أن ذلك يعني للمرأة دق المسمار الأخير في عش الزوجية .

وشطر الرجال لم يعد ممسك اليد بخيل المال فقط، أيضا بخيل القلب شحيح المشاعر، فبدل أن يقال: الرجل لا يعيبه سوى جيبه، أصبحت المرأة تتألم وتقول: الرجل لا يعيبه سوى قلبه، فبعض الرجال بخيل القلب يقتر على زوجته بمشاعره، وكأنه أشاد جدارا على قلبه متذرعا بالرجولة والسيادة .

الرجل البخيل هو شخصية غير أريحية، الذي يملك المال ويستطيع الإنفاق، ولكن مقتر على زوجته، وبخل الرجل مرض نفسي، وهو نوع من إفتقاد الإحساس بالأمن والإستقرار، ولهذا المرض عدة أسباب منها إفتقاره في الصغر للعطف والمودة فيتولد داخله هذا المرض و يراففه حتى الكبر، أو البخيل بالفطرة إنسان نرجسي يبغض العطاء والإنفاق.

إنفاق الرجل على زوجته في بيت الزوجية واجب بإجماع العلماء، وليس من باب الفضل والكرم، وحق شرعي ما دامت زوجته غير ناشز ولا ممتنعة عنه، وتخصيص الرجل مبلغا ماليا لصالح زوجته يعد إحدى الأولويات التي تشعرها بالأمان، والأستقلالية المالية أمام أبنائها حتى لا تشعر بالضعف، وحيث تستطيع سد الأحتياجات التي تخجل أحيانا من الإفصاح عنها، وهو ما يحتم أن يعي الزوج ذلك .

على الزوج أن يدرك أن المصروف الذي تستلمه الزوجة لن يذهب هبائا، إستطاعن بعض النساء من جمع مبالغ ساعدتهن في أوقات عصيبة، من سداد الديون المتراكمة على الزوج، ومساعدة الأبناء في تكاليف الدراسة و الزواج، هذا ما يبرهن أهمية تخصيص مبلغ من الراتب الشهري للزوج لصالح الزوجة، كما إنه يساعد في إضفاء جو مليء بالمحبة والإنسجام داخل الأسرة .

لا بد للزوج أن يحفظ حقوق زوجته، تستحق الزوجة النفقة الكاملة المقررة بالمعروف، وبحسب سعة الزوج، وبما يتناسب مع الأعراف والتقاليد الإجتماعية المقبولة شرعا، ولا تسقط هذه النفقة إلا بالنشوز، والحكمة في وجوب النفقة، إحتباس المرأة على الزوج بمقتضى عقد الزواج، ممنوعة من الخروج من بيت الزوجية إلا بإذن الزوج للأكتساب، فكان عليه الأنفاق على زوجته وعليه كفايتها، ولأن القوامة للرجل وليست للمرأة .

إذا ذكرك هذا المقال بشخص بخيل إبتسم وسامحه من أعماق قلبك فيكفيه شقاؤه ببخله.

نيسان ـ نشر في 2016-01-28 الساعة 12:38

الكلمات الأكثر بحثاً