نزّل اجرك
شاهر الشريدة
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2016-01-29 الساعة 19:26
.
نزّل اجرك يا ولد، لا تحط اجر ع اجر قدام الناس، هس اسكت يا ولد، لا تحكي لما الكبير يحكي، بس ولك، لا ترفع صوتك ع الاكبر منك، لا لا لا، هيك قضينا حياتنا واحنا صغار، اوامر ونواهي.
دخلنا المدارس، صاروا المعلمين لما يسمعولنا المحفوظات، يقولوا ارفع صوتك كمان كمان، اضيع انا، اصير اتمتم، وانسى اللي كنت حافظه، فأوكل قتلة، وعلى هالحالة قضيناها قتلة بالمدرسة عشان صوتنا واطي، وقتلة بالدار عشان صوتنا عالي.
طنشنا وكبرنا ودخلنا جامعات، صاروا الاساتذة يقولوا، شو رأيك بالاحداث اللي بتصير، شو رأيك بالدستور، شو رأيك بالقضية الفلسطينية، شو رأيك بالجات، شو رأيك باحداث رواندا وشو شو شو.
احتار واصير اسولف بحالي، طيب مهو اهالينا قالولنا ممنوع تسولفوا بالسياسة، انتوا رايحين توخذوا شهادات وبس.
شوي شوي وسط هالضياع، صرنا لما نحاول نحكي رأينا الخاص فينا، صاروا الاساتذة يشرشحونا، لأنه مش مثل رأيهم.
اتخرجنا ورحنا واجينا وبعدنا تايهين، وبعدنا بانفصام سياسي.
اذا جابولنا مسؤول عمره تحت 50 سنة، بنقول جابولنا اولاد يتعلموا فينا، واذا جابولنا مسؤول فوق 50 سنة، بنقول جابولنا ختيار ع حفة قبره.
بعدنا عايشين ع التلقين، شو بحكي الاعلام وشو بحكوا المشاهير والناشطين والحراكيين، بنصدق وبنمشي وراهم بدون ما نفكر، وبدون ما نحكم عقولنا، وبدون ما نخلق رأينا الخاص فينا.