اتصل بنا
 

من أطراف الحكايات !! للأديب الأردني ماجد شاهين

نيسان ـ نشر في 2016-01-30 الساعة 16:44

x
نيسان ـ

( 1 ) رؤوس مستأجرة !

ليس خطيراً أن تكون الرؤوس مصدوعة فربّما تنفع معها أقراص المسكّنات أو الأدوية ، و قد تـُرتَبَك الرؤوس أو يكون مُلتَبساًٌ عليها الموقف .. بل المؤلم والمثير للسخط أن تغدو الرؤوس مُؤجّرَة ً لآخرين .

..

الرأس المُستَأجَرَة ُ أو المؤجرة للآخرين ، رأس ٌ ضربها النخر ُ و تعدّ ناقلة ً للخراب في الاتجاهات كلّها !

..

أزمة الرؤوس المُستـَأجـَرة أو المؤجـَرَة ، ليست في أنها مرتهنة لآخرين فحسب ، بل لأن هذا الارتهان والإيجار والاستئجار غير محدّد بشروط .

الرؤوس مرتَهنة إلى لا نهايات محددة .

من كان منّا بــ ِ عِلّة ٍ أو خراب ، فليتحسّس رأسه .

( 2 ) خـرق ٌ !

حين يحدث " خرق " في بنطال أو " مزق " أو " تهرؤ " صغير .. ، يذهب صاحب البنطال إلى " راتق " لكي ( يرفأ / يرتق ) البنطال و يداري الخرق و يلأم جرح البنطال .

ماذا لو دهم الوجدان َ خرق أو تهرّؤ ... هل يمكن لـــ راتق أن

( يخوط / يلأم / يرتق ) خدش أو جرح الوجدان ؟

هل يجدي رتق الوجدان و هل ثمّ راتق يتقن ستر عورة الوجدان ؟

هل صـَعُب َ الأمر ؟

هل اتّـسع َ خرق الوجدان ؟

وهل ثم ّ راقع ينفع ؟

( 3 ) للقراءة بتمعـّن ٍ !

في الحالة الإبداعيّة و الفنيّة النسائيّة ، ينبري ناقدون فنيّون و مسرحيّون و أدبيّون و اجتماعيّون ، في بلاد العرب ، و في كثير من الحالات ، إلى التعليق على الأطراف و ينشغلون بأزرار قمصان النصوص تلك التي في أعلى صدر النص أو المشهد أو القريبة من الرقبة ، يحدّقون مليّا ً فيها و يتركون جانباً ما يقوله النصّ أو ما يصوّره المشهد التمثيليّ .

الناقدون أولئك يسعون إلى تفكيك الأشخاص ولا يقتربون من تفكيك النص أو الفكرة.

قد نسمع ، بعد وقت قصير ، عن فنّ نقدي جديد ، وقد يُصطَلح له اسم : الزر الخامس .. تماما ً على طريقة الفن السابع .

ماذا سيكون رأي الناقدين حين تكون النصوص من دون أزرار و يندلق العمل الفني في وجوههم ؟

عندها ، سيبدو النقد مرتبكاً و قد يذهب الناقدون إلى مهن ٍ أخرى ، ربّما يذهبون إلى بيع لوازم الخيّاطين ، من مثل الأزرار

و الخيطان و المقصات و السحابات .

النقد عندنا في أزمة ، بما فيه النقد الاجتماعيّ و اليوميّ ، و ربّما أنه في انحدار ٍ وترد ّ ٍ .

النقد يبتعد عن متون النصوص و يذهب إلى معاينة ما تقوله الأزرار.

( 4 ) موجـــع ٌ !

أسمعـُهم ، من قريب و من بعيد ، يقولون : كلّ ما في الأمر ِ أن ّ الليلة مثل البارحة ، تماما ً !

.. أدركت أن الجائع ، على حاله ، ينام بلا رغيف .

.. موجع ٌ و أكثر ، أن تطرح المدن يوميا ً كلّ هذه الكميّات والأطنان من النفايات و مخلّفات المنازل والبيوت ، و هناك في المدن ذاتها من ينامون بلا خبزهم .

نيسان ـ نشر في 2016-01-30 الساعة 16:44

الكلمات الأكثر بحثاً