ذهب خردة
شاهر الشريدة
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2016-02-01 الساعة 11:09
.
جدتي فريدة، كانت لما تطلع هيه وجدي _ الله يرحمهم_ من الدار، ويناموا عند اخوالي كم ليلة، كانت جدتي تمد فراش جدي ع سوا الشباك، وتحط مخدتين بالطول بفراشه وتغطيهن، وتحط شورته ع راس المخدة، لتوهم الحرامي أنهم موجودين ويخاف، وما يحاول يفوت.
وكانت تخلي الكهربا ضاوية لمزيد من الاحتراز والاطمئنان، والحرامي ما يفكر تفكير إنه يقرب صوب الدار.
حرامية ذهبات جبل القلعة، عملوا مثل جدتي، مرحلينهن و بايعينهن، عشر سنين وهمو موهمينا ان الذهب ذهب، وبالاخر طلع الذهب تنك، سارقين الذهبات وحاطين بدالهن قطع خردة، عشر سنين والناس مخدوعة بتاريخ وطنها وذهباته.
ذهبات عجلون راحن عينك عينك قدام عيون الرصد وعيون الشعب وعيون الكاميرات، والحكومة بتحاول تقنعنا أنه ذهبات جبل القلعة، راحن لأن مافيش كاميرات مراقبة.
تاريخ بلد انسرق بعز الظهر، وظلوا موهمينا بالكهربا الضاوية ليل نهار، ان الدار محروسة وبأمان.
صناديق انتخابات انسرقت واتبدلت، جبال فوسفات وبوتاس انسرقت، صفحات الكتب انسرقت واتزيفت، تاريخ رجال انسرق واتحرّف، هوية وطن سرقوها، والمسؤولين محتارين، ما بعرفوا مين سرق الذهبات ولا كيف ولا اميت.
مستغربين كيف ومين واميت، وكأنه إذا عرفوا، بدهم يرجعوهن، مهو إذا رجع قرش من الحرامية اللي بعرفوهم ومسكوهم قبل هالمرة، برجعن الذهبات.
يا خوفنا يجي يوم وما يلاقوا اشي يسرقوه، نصحى ونلاقي عمدان جرش وأم قيس وقلعة الكرك والربض مسروقات.
الشعب بسرق حطب، وهمو بسرقوا آثار و ذهب، وبعد كم سنة بنلاقي الوطن روح بلا جسد.