إنها جمعة الضباع الأردنية
نيسان ـ نشر في 2016-02-05 الساعة 21:24
محمد قبيلات
كانت جمعة للضباع الأردنية بامتياز، فقد تناولت وسائل إعلامية خبرين ورددتهما كأخبار رئيسية حينا، وضمن تقارير إخبارية في أحيان أخرى.
عكست تلك الأخبار المثيرة قصصا لثلاثة ضباع أردنية، حيث أوردت وسيلة إعلامية قصة راع من جنوب الأردن، كان يرعى أغنامه في إحدى المنحدرات، وراح -حسب روايته التي نقلتها مواقع إلكترونية إخبارية، يقضي حاجته قبالة بوابة احد الكهوف، فإذ بضبع يقفز من قلب ذلك الكهف بنية مهاجمته.
لحسن حظ الراعي ولسوء حظ الضبع المندفع، فقد هوى الضبع على اندفاعته إلى المنحدر؛ ما أعطى الراعي فرصة جديدة في الحياة، فهرب منبئا أهل القرية بالقصة.
حالنا كحال تلك القرية. حولنا الكثير من الكهوف التي نعلم مسبقا انها مزدحمة بالضباع. لم تتحدث تلك الأخبار عن مصير الضبع الذي استقر في الوادي، والذي على الأغلب لملم هزيمته وغادر منكسا رأسه الى صغاره، أما نحن فسنبقى نراقب الضباع من حولنا التي نعلم يقينا انها تريد النيل منا.
القصة الثانية التي انتشرت كالنار في الهشيم، هي الاخرى، وأوردتها مجمل الوسائل الإعلامية الأردنية، فمضمونها يتمحور حول بطولة (رجال الطبيعة). انها قصة لضبعين صغيرين إلتقطهما أحد هواة صيد الضباع حية، وراح يتجول بهما في الأسواق على سبيل العرض للبيع.
الرجل ربما لا يعلمنا ما كان يفعله. هذا ما يخيفنا. هاو يسقط في اغراء وهوى الضباع فيتحول الى خارج عن القانون. ويخيفنا أكثر - وحولنا ما لا يحصى من الضباع - ان يسقط شبابنا - على وقع ضغط الحاجة الى المال ورفض الواقع - في براثن ضباع بشرية تريد النيل من (قريتنا).
في قصة الشاب بائع الضباع فقد القت الجهات المختصة القبض عليه، وصادرت الضبعين من دون الإشارة الى مصيرهما.
كنهاية سعيدة مقترحة للقصة الثانية، كان من الأفضل أن يعودا الى حضن أمهما التي بالتأكيد تعتصرها الام وأحزان الفقد، لكن ربما تؤول مصائر هذه الجراء إلى أقفاص في إحدى حدائق الحيوان أو ربما في حديقة متنفذ ليؤنس أوقات فراغاته بالفرجة.
في الواقع.. ذهب شُح أخبار الجمعة بالصحافيين الى تحويل القصتين الى مانشيتات لهم، غير آبهين بما يجري حولنا في صراع الضباع الاخرين وحروبها واشتباكاتها في محيط المملكة الآمن.