اتصل بنا
 

الأردنيون يحيون غدا ذكرى الوفاء والبيعة

نيسان ـ نشر في 2016-02-06 الساعة 14:37

x
نيسان ـ

يحيي الأردنيون الأحد، الذكرى السابعة عشرة ليوم الوفاء والبيعة، ذكرى الوفاء للمغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، والبيعة لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الذي تسلم سلطاته الدستورية، في السابع من شباط عام 1999، ملكا للمملكة الأردنية الهاشمية.

والأردنيون، وهم يتذكرون يوم رحيل الملك الباني، الحسين بن طلال، بعد حياة حافلة بالبناء والعطاء، يتطلعون بفخر وأمل إلى إنجازات عهد الملك المعزز عبدالله الثاني، الذي سار على نهج آبائه وأجداده من بني هاشم، في استكمال مسيرة التحديث والتنمية والتطوير.

وما تزال في وجدان الأردنيين جميعا، تفاصيل ذلك اليوم ماثلة، حين ودعوا باني نهضة الأردن، مؤمنين بقضاء الله وقدره، وأكدوا التفافهم حول قائدهم، جلالة الملك عبدالله الثاني، مجددين العهد والبيعة ومواصلة مسيرة البناء والتقدم.

وعصر ذلك اليوم وتحت قبة مجلس الأمة، بيت الشعب، وفي مشهد تاريخي، اقسم جلالة الملك عبدالله الثاني، اليمين الدستورية ليحمل أمانة المسؤولية الأولى، مستعينا باسم الله وبركته، على المضي قدما بالمسيرة الأردنية، لتعزيز ما بناه الآباء والأجداد، الذين قدموا التضحيات الجسام لرفعة الوطن وتقدمه.

وبعد 17 عاما يجدد أبناء وبنات الأردن البيعة والولاء لمليكهم جلالة الملك عبدالله الثاني، كلما طلعت شمس على أرض هذا الوطن الحبيب.

وفي رسالته الأخيرة، لنجله جلالة الملك عبدالله الثاني، يقول الراحل الحسين طيب الله ثراه :"عرفت فيك، وأنت ابني الذي نشأ وترعرع بين يدي، حب الوطن والانتماء إليه، والتفاني في العمل الجاد المخلص، ونكران الذات، والعزيمة وقوة الإرادة وتوخي الموضوعية والاتزان والاسترشاد بالخلق الهاشمي السمح الكريم، المستند إلى تقوى الله أولا، ومحبة الناس والتواضع لهم، والحرص على خدمتهم والعدل والمساواة بينهم".

وفي يوم الوفاء، يستذكر الأردنيون زعيما عظيما، وقائدا فذا، وبانيا متفانيا، كرس حياته وجهده لأمته العربية والإسلامية وقضاياها العادلة، وخدمة بلده وشعبه الوفي، الذي بادله حبا بحب، وولاء بولاء، على درب بناء الدولة ومؤسساتها وتعزيز مكانتها، وسط أمتها العربية والإسلامية، والعالم أجمع.

وهذه الذكرى الخالدة في نفس كل أردني وأردنية، الممتدة منذ تاريخ تسلم الملك الراحل الحسين سلطاته الدستورية، وحتى السابع من شباط من العام 1999، حينما لاقى قدره راضيا مرضيا، تبقى إحدى المحطات الراسخة في تاريخ الأردن.

فقد أعطى الراحل الكبير الملك الحسين، بعد رحلة طويلة قاربت نصف قرن من الزمان، وطنه وأمته بصدق وضمير وإخلاص، وقاد المسيرة بحكمة وشجاعة، تحدى خلالها مع شعبه المخلص كل المعيقات، وتجاوز التحديات، وخرج منها في كل مرة أكثر قوة وأصلب إرادة وأشد عزيمة، إلى أن كان له ما أراد، وطنا مزدهرا، وحصنا منيعا، وشعبا متكاتفا.

في ذكرى رحيل الحسين، نستذكر سجلا تاريخيا لمسيرة الدولة الاردنية منذ العام 1952، حين نودي بالحسين طيب الله ثراه ملكا للمملكة الاردنية الهاشمية، وفي الثاني من أيار 1953 أتم الحسين الثامنة عشرة من عمره، فأقسم اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة ثم قال "أبناء وطني ألا وان العرش الذي انتهى إلينا، ليستمد قوته بعد الله من محبة الشعب وثقته".

وتجاوز الأردن لاحقا بقيادة حكيمة ورؤية ثاقبة خمسينيات القرن الماضي، بكل ما فيها من تقلبات وتطورات متسارعة، فكانت أولى الخطوات الشجاعة والمؤثرة: تعريب قيادة الجيش العربي عام 1956، والغاء المعاهدة البريطانية عام 1957 لإكمال السيادة الوطنية والاعتماد على الذات في مواجهة التحديات والسير على طريق المستقبل، والتأسيس المدني والدستوريّ السياسيّ لمواكبة التطوّر المدنيّ والحضاري.

وسار الأردن، في عهد الحسين يرحمه الله، بكل قوة وعزيمة ليثبت أبناؤه، يوما بعد يوم، أنهم على قدر المسؤولية، وليتمكنوا من بناء دولة المؤسسات الأردنية، وليقطع الأردن، في عهده طيب الله ثراه، أشواطا طويلة على طريق التطور والتنمية والتحديث، شملت مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية والعمرانية والعلمية والثقافية، وتم تنفيذ العديد من المشروعات السياحية والزراعية الكبيرة.

وفي أحد لقاءاته بأبناء شعبه في محافظة عجلون، قال الحسين، "ما بذلناه من جهد أثمر بهذه الصورة وهذا الواقع الذي نعيشه الآن، دون نفط ودون خيرات أخرى كثيرة، ندعو الله سبحانه وتعالى، أن يهيئها لنا في المستقبل أو شيئا منها وسواء تحقق ما نتمناه، وكلنا أمل بأن يتحقق، فسيظل إنساننا هو المفتاح وهو السر وهو الإساس".

وكان الراحل الكبير دائم التواصل مع أبناء أسرته الأردنية الواحدة، يزورهم في مضاربهم ومدنهم ومخيماتهم، يتفقد أحوالهم، ويتلمس احتياجاتهم، ويصدر توجيهاته للحكومات لتنفيذ المشروعات التنموية وتوزيع مكتسباتها بعدالة على الجميع.

واعتمدت الحكومات المتعاقبة، في عهد الملك الحسين، الخطط التنموية لتشكل حزما من البرامج للنهوض بالمجتمع الأردني، حيث ارتفعت نسبة التعليم وعدد المدارس والمعاهد والجامعات، وارتفع مستوى المعيشة وتحسنت نوعية الحياة، وازدهرت الحياة الاقتصادية، ونشطت الصناعات المختلفة، كالتعدين والفوسفات والبوتاس والإسمنت وغيرها، ونمت التجارة والنقل ومختلف القطاعات الحيوية.

كما أولى الملك الحسين طيب الله ثراه القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية جل عنايته واهتمامه، لتبقى درعا منيعا في الحفاظ على أمن الوطن واستقراره، حيث شهدت، في عهده تطورا في مجالات التدريب والتأهيل والتسليح، وكان لها إسهاماتها في مسيرة البناء والتنمية، وبقيت في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني سياج الوطن وحامي الديار، يوليها كل الرعاية والاهتمام لتواكب العصر تسليحاً وتأهيلاً ولتكون القادرة على حماية الوطن ومكتسباته والقيام بمهامها على اكمل وجه مواكبة روح العصر والتطور.

وفي عهد جلالته طيب الله ثراه، أسهم الأردن بفاعلية في دعم دور جامعة الدول العربية، وبقي ملتزما بقراراتها، ومؤيدا لكل خطوة تؤكد التعاون والعمل العربي المشترك، ودعم القضايا العربية، خاصة القضية المركزية (فلسطين)، للوصول إلى حل عادل وشامل، يحفظ كرامة الأمة ويعيد الأرض لشعبها مقابل سلام يعم المنطقة بأكملها.

كما استطاع الحسين، بحنكته السياسيّة المعروف بها، أن يُحقّق سير مركب الأردن في خضمَّ منطقة لم تهدأ نزاعات دولها ولم تخف تحديات شعوبها، ويسجّل له التاريخ قيادة الجيش العربي وتحقيق الانتصار في معركة الكرامة عام 1968، التي تم فيها كسر اسطورة الجيش الذي لا يهزم.

ففي عهده، وفي المواجهات العسكرية التي خاضتها الأمة العربية، كان الأردن في الطليعة يحمي الأمة، ويتلقى عنها الصدمات والضغوط ومصاعب الصمود وآلام القرارات الصعبة.

وفي معركة السلام كان الأردن قويا، فما ساوم الحسين على ذرة من تراب الأردن، ولا على متر واحد من مياهه، وهو الذي قال في رسالة ملكية في التاسع عشر من كانون الأول من العام 1979:"إن لأردننا في معركة بقاء الأمة ومستقبلها دوره ومسؤوليته، الأردن الذي يناصر الحق ويقول كلمته، أردن الشرف والأسرة الواحدة الواعية المصممة، الجادة المخلصة، أردن المبدأ القويم والمثل العليا، المبني على امتن الأسس الخالدة، والمنفتح على الدنيا، الواثق بنفسه، الواعي لقدره".

نيسان ـ نشر في 2016-02-06 الساعة 14:37

الكلمات الأكثر بحثاً