قصيــدة الـقـهـوة / محمد العبدالله القاضي ( 1224 - 1285 هــ )
نيسان ـ بواسطة / بلال السمارات ـ نشر في 2015-05-03
:
:
محمد العبدالله القاضي
1224هـ -1285 هـ
هو محمد بن عبدالله بن محمد بن إبراهيم بن عبدالرحمن القاضي - شاعر نجد الكبير -
وُلد في عنيزة سنة 1224هـ وبها تُوفّي سنة 1285هـ، تعلّم مبادئ القراءة والكتابة على يد والده، وحفظ القرآن الكريم وهو ابن ثمان سنوات.
كان رحمه الله أديباً ماهراً بالأدبين العربي الفصيح والعربي الدّارج، ملماً إلماماً طيّباً بمذاهب الشّعر؛ قديمه وحديثه، كان غنياً مبسوطاً له في الغِنى، سخياً نديّ الكفّ، شجاعاً باسلاً، شريف النّسب، عزيزاً في قومه. وقد مرض مدّة طويلة لا تقلّ عن خمس سنين، وأشرف على التلف، وفي أثناء مرضه قال قصيدته المشهورة المسمّاة بـ " التوبة "، وعاش بعدها خمس سنوات أخرى - تغمده الله برحمته ومغفرته، وجميع أموات المسلمين.
ومن أشهر قصائده التي نقلها عنه الشعراء والرّواة قصيدة " القهوة "، أضعها بين أيديكم كما سمعناها وحفظناها.
يا مل قلبٍ كل مـا التـمّ الاشفـاق**من عام الاول به دواكيـك وخفـوق
يجاهد جنودٍ في سواهيـج الإطـراق**ويكشف له أسرارٍ كتمهـا بصنـدوق
إلى عن له تذكار الأحبـاب واشتـاق**باله وطف بخاطره طـاري الشـوق
قربت له من غايـة البـنّ مـا لاق**بالكف ناقيها عن العذف منسـوق
إحمس ثلاثٍ يا نديمـي علـى سـاق**ريحه على جمر الغضا يفضح السوق
حذراك والنيـّة وبالـك والاحـراق**واصحا تصير بحمسة البن مطفوق
الى اصفر لونه ثم بشّـت بالاعـراق**صفرا كما الياقوت يطرب لها المـوق
وعطّت بريـح فاخـرٍ فاضـحٍ فـاق**ريحـه كما العنبر بالأنفـاس منشـوق
دقّه بنجـرٍ يسمعـه كـل مشتـاق**راع الهوى يطرب إلـى دق بخفـوق
ولجّمه بدلـة مولـعٍ كنّهـا سـاق**مصبوبةٍ مربوبـة تـقـل غـرنـوق
خله تفوح وراعـي الكيـف يشتـاق**إلى طفح له جوهر صح لـه ذـوق
أصغر قمـوره كالزمـرّد بالاشعـاق**واكباره الطافح كما صافـي المـوق
وزلّه على وضحا بها خمسـة ارنـاق**هيلٍ ومسمارٍ بالأسبـاب مسحـوق
مع زعفران والشّمطري إلى انسـاق**والعنبر الغالي على الطاق مطبـوق
إلـى اجتمـع هـذا وهـذا بتيفـاق**صبّه كفيت العوق عن كـل مخلـوق
بفنجال صينٍ زاهيٍ عند الارمـاق**يغضي بكرسيـّه كما اغـضاي معشـوق
إلى انطلق من ثعبته تقل شبـراق**رنقٍ تصوّر بالحمامة علـى الطـوق
شكّل على الفنجال لونه إلى راق**دم الغزال الى انمـزع منـه معلـوق
ذوقه الى منّه تسلسل بالاريـاق**عليه من ما صافي الـورد مذلـوق
راعيه كنـّه شـاربٍ ريق تريـاق**كاس الطرب وسرور من ذاق له ذوق
يحتاج من بيض العذارى إلـى فـاق**خشفٍ تشف شفاه والعنـق مفهـوق
عبـثٍ يعيـل بحبـته ما بعد مـاق**وهو يضاهي زاهي البـدر بشعـوق
في وجنتيه الى غنـج ضوح بـرّاق**عجلٍ رفيفه بالطّها مزنه طبـوق
سحرٍ كتب من حبر عينيـه بـاوراق**خدّيه صاديـن ونونيـن مـن فـوق
كن العرق بخدودهـا حـصّ الارنـاق**نثِّر على صفحـات بلـّورة الشـوق
إلي تبسـم شـع وأشـرق بالآفـاق**نورٍ يفوق البدر مع حسـن منطـوق
بالعنق كنّ المسك والورس برّاق**ما مشخصٍ في صدره الشاخ مدفوق
يمشي برفقٍ خايفٍ مدمـج السـاق**يفصم حجولٍ ضامها الثقل من فـوق
أظن لو يمشي شقاقٍ بالاسواق**من الملا ما يمطخ الخمس مخلوق
قلبي مع الدّلال يجلب بالاسواق**وعامين عند معزّل الوسط ماسوق
إلى حصل لك ساعةٍ وأنـت مشتـاق**فاقطف زهر ما لاق والعمر ملحـوق
وإلى حضر ما قلت عندي فـالارزاق**بيـد كريـم كافـلٍ كـل مخـلـوق
هذا وصلّوا عـد مـا نـاض بـرّاق**أو ما شكا الفرقى شفيق ومشفـوق
على النبـي مـا زِج زاج بـالأوراق**وآله وصحبه عد ما سيق مسيـوق