سيجار كوبي، وسمك ارجنتيني، وبقر كولومبي، والمستهلك أردني.
شاهر الشريدة
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2016-02-09 الساعة 11:59
.
الرابط العجيب بين السيجار، والسمك والبقر، ان كلهم إنتاج دول، وبلاد ع الوجه الآخر من الكرة الارضية.
اهل هالبلاد ما بقربولنا، ولا فيه إشي مشترك، لا تاريخ ، ولا دين، ولا لغة، ولا حتى عرق نسوان قديم يجمعنا فيهم، فما بعرف شو السبب بتعاملنا معهم برغم بعد المسافات.
كوبا بلد منسية، ولا فيه دولة معترفة فيها، دولة بحالها ولحالها، بتكره امريكا واشكالها، فما حدا بسترجي يتدخل فيها، شعبها ملتهي بتصنيع السيجار، وشبابها ملتهي بالركض والملاكمة.
كولومبيا، أنحس وأنحس، ولا فيهم عندهم إشي غير المخدرات، والحشيشة، وما بنعرفها لولا غلبونا 3 صفر بمباراة كرة قدم، أيام حلمنا بالبرازيل.
الأرجنتين اشوى شوي، كل الناس بتعرف بلاد مارادونا، وميسي، وكانيجيا، وباتيستوتا، والأهم إنها مشهورة بنسوانها الحلوات.
من كوبا، بلاد السيجار الملفوف ع سيقان العذارى، إنطلق تشي جيفارا، ومر بالأرجنتين بلاد رقصة التانغو، وثار بكولومبيا، بلاد غابرييل جارسيا، حارب، وثار ضد الظلم، والطغيان، والعبودية بكل دول أمريكا اللاتينية، وصار رمز للنضال والحرية.
الرابط العجيب الثاني بين السيجار والسمك والبقر، أنه اللي بدخنوا سيجار، بتحكموا باللي بربوا، وبوكلوا اسماك وابقار. فالسيجار علامة سلطة وثراء.
حكوماتنا بتستورد من كوبا السيجار، إحنا عامة الشعب مالناش فيه، وما معناش حقه، لكن بجيبوه لأصحاب السيجار، المسؤولين ، والتجار، ورجال الأعمال.
واصحاب السيجار، بستوردوا لعامة الشعب، السمك المقطوع راسه من الأرجنتين، اللي بربوه ببحيرات ملوثة، ومستنقعات، بنظفوه ، وبحفوا جلده، وبنقعوه أيام، وأسابيع تايصير أبيض، وبجيبوه يطعمونا إياه.
وبجيبولنا من كولومبيا البقر المريض، لنربيه، ونشرب حليبه، ونوكل لحمه.
إهانة، وأكبر إهانة، والإهانة مش إلنا، إحنا عاملين فينا العجايب، وبطعمونا أكل فاسد من زمان، ومن كل مكان، لكن إهانه لجيفارا وثورته، لأن ما أخذنا منها غير ريحة اجرين النسوان، ولعنّا كل القيم والمبادئ اللي ثار عشانها.
إهانة لجارسيا، اللي حارب، وناضل بقلمه، وحروفه ورواياته، ليصحي الناس من السبات اللي كانوا فيه، انحبس وانسجن في سبيل تحرير شعبه من نير الجهل اللي ع رقابهم، واحنا تركنا الفكر، وأخذنا من بلاده البقر.
بما أنه حكومتنا، وتجارنا مستوردين، ومستوردين، مغلبين حالهم، وقاطعين بحار، ومحيطات ليطعمونا سمك، وبقر فاسد، ومريض، يا ريت لو يجيبولنا مع كل كرتونة سمك تي شيرت لجيفارا، يسكتونا فيه.
ولو يكتبولنا ع كل راس بقر بستوردوه، عبارة غابرييل جارسيا ماركيز :
" في نهاية القرن السابق تناولت عائله بكامل أفرادها الشوربه المسمومة؛ لأن أحداً منها لم يجرؤ على تسميم طفل لهم عمره خمس سنوات."