هل تنجو روسيا بجرائمها ضد المسلمين هذه المرة؟
أسامة شحادة
كاتب مختص في شؤون الحركات الاسلامية
نيسان ـ نشر في 2016-02-09 الساعة 12:44
كل الدارسين المنصفين للتاريخ يعرفون الوحشية البالغة التي اتصف بها الروس سواء كانوا في العهد القيصري أو العهد الشيوعي الماركسي (الاتحاد السوفيتي) حتى في المرحلة الجديدة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي التي بقي رجالاتها يديرون الأمور مع تغيير اليافطة، كانوا مجرمين بحق المسلمين –على اختلاف قومياتهم وعرقياتهم- بالدرجة الأولى وبحق العديد من الأديان والعرقيات والإثنيات الأخرى.
من أراد من القراء معرفة جانب يسير من هذه الجرائم فعليه بمطالعة كتيب صغير منشور على شبكة الإنترنت بعنوان "قتلوا من المسلمين مئات الملايين" للأستاذ محمود عبد الرؤوف القاسم رحمه الله، فقد سرد فيه احصائيات بجرائم الروس بحق المسلمين في الجمهوريات الإسلامية هناك عقب الثورة الماركسية تشيب لهل رؤوس الأطفال الرضع. لقد قتلوا في تلك الفترة فقط ما يزيد عن 50 مليون مسلم!!!
طبعاً هذه الأرقام مذهلة وقد لا يصدقها بعض الناس، لكن من يتذكر ما قام به بوتين المجرم بحق الشيشان سنة 2000م من إبادة لم تأخذ حقها من التوثيق والإدانة، ويفتح عينيه الآن على جرائم بوتين في سوريا وقصفه المدنيين بالقنابل المحرمة دولياً كل خمسة دقائق حتى حشد على حدود تركيا 80 ألف لاجئ جديد في عدة أيام، من دون ان يأبه لعشرات القتلى يومياً في المنازل والشوارع والمساجد والأسواق والمدارس، كل هذا الإجرام والعالم يرصد ويصور وينشر ولكن وتين لا يكترث!
من يفعل هذا أمام العالم ويقتل بالجملة قطعاً يفعل أضعاف منه بعيدا عن أدوات الرصد والتوثيق.
رغم كل جرائم الروس بحق الشيشان والشركس أيام القياصرة، أو جرائم الروس الماركسيين بحق شعوب الجمهوريات الإسلامية، أو جرائم الروس اليوم في الشيشان أو البوسنة أو سوريا حالياً، لم يتم فضح الروس وكشف جرائمهم وارهابهم الذي يفوق إرهاب داعش بمئات المرات.
اما الغريب فعدم وجود اي فعاليات احتجاجات أو اعتصامات على أبواب السفارات الروسية في العالم؟ بل تغيب المقالات والتقارير الإعلامية عن وحشية وإجرام وسادية الروس بقيادة بوتين، وباستثناءات بسيطة تخلوا نشرات الأخبار من كشف إرهاب الروس؟
هل يجمع الروس مع دمويتهم وإرهابهم ووحشيتهم شراء ذمم الإعلام العالمي عبر شبكات الإعلاميين الموالين لليسار وروسيا؟
هل ما يجعل سفارات روسيا في العالم هادئة أنها هي من يحرض الجماهير في العالم على الاحتجاج أمام سفارات خصومها؟
هل ستنجو روسيا بجرائمها هذه المرة أيضاً؟ أم جاء الوقت لتسقط عنها ورقة التوت كما سقطت عن حليفتها إيران في سوريا؟