اتصل بنا
 

جولة من ... إلى... مع غصة بال

أكاديمية أردنية

نيسان ـ نشر في 2015-05-03

نيسان ـ

قررت أن أخوض مغامرة مناطقية في عمان أبدأها من مخيم البقعة القريب من منزلي، وانتهاءاً بعبدون التي لا تربِطُني بها صلة قرابة... الهدف الأسمى للجولة الإطلاع على أحوال الناس للحيلولة دون تفشي وباء القيل والقال على حكومتنا ونوابنا الأفاضل.

ومن منطلق أنني صاحبة قلم وواجبي معرفة كم تكلفة قلاية البندورة لعائلة مكونة من أربع أشخاص مع ربطة خبز... تبين أنها ضمن الدينار ونصف لوجبة الغدا...أما وجبة العشاء ولنفس العائلة فكانت فلافل وربطة خبز وفرمات بندورة مع إبريق شاي ولنتفق أن تكلفتها دينارين، هذا يعني أن وجبة الغداء والعشاء تكلف 99 دينار شهرياً دون لحمة أو دجاج أو فواكه أو وجبة فطور أو إيجار منزل أو مصروف للمدارس...الخ، مع العلم أن معدل الراتب الشهري للموظف يتراوح ما بين 200-600 دينار.

وحين تتحدث الإحصائيات الأردنية عن معدل الفقر وتحت الفقر والفقر المطقع أتساءل، هل هناك "أطقع" من مواطن يعمل جمعيات ويأخذ قروض بنكية وشخصية دون الوصول إلى استقرار نفسي ومادي! كيف يمكن ان تتخيل الفقر مع هواتف خلوية وربطات الخبز مكدسة عند الحاويات والأدهى اكياس الملابس والأحذية الملقاة هنا وهناك! هناك خلل في الثقافة المجتمعية يتركز في التسارع نحو الرفاهية على حساب الجيبة مقابل عندي وما عندك وعندك ورح أصير أحسن منك...

حين تصل منطقة عبدون تُصعق من شريحة الشباب المكدسة في الكافيهات والأراجيل على الطاولات والطلبات نازلة طالعة، والمسكين أتى من هناك... حيث قلاية البندورة اليتيمة

يبدو أن هناك خلط مفاهيمي بين ما يمكن أن أحققه بما أملك، وبين ما يمكن خسارته مما لا أطيق تحقيقه، المجتمع الأردني يسير إلى الهاوية والسبب"أزمة الثقة بين المواطن وحكومته"، هناك من يأكل حد التخمة وقد يستفرغ ليعود ليأكل حتى لا يُبقي لغيره، وهناك من يأكل الهواء النقي ليعيش مستور فأيهما سيبقى تحت ظلك أيها البلد ... صدقوني لا أحد.

نيسان ـ نشر في 2015-05-03

الكلمات الأكثر بحثاً