هل الشيعة جناح للأمة الإسلامية ؟
أسامة شحادة
كاتب مختص في شؤون الحركات الاسلامية
نيسان ـ نشر في 2015-05-07 الساعة 14:40
"الشيعة والسنة جناحين للأمة الإسلامية" عبارة مكررة لا يمل دعاة التقريب بين السنة والشيعة والساسة العرب وخاصة العلمانيين منهم وكثير من قادة الحركات الإسلامية من تردادها بمناسبة وغير مناسبة، ولكن هل هي عبارة صادقة وصحيحة؟
نسبة الشيعة بمختلف توجهاتهم (الإمامية، الإسماعيلية بتشعباتها، الزيدية) في المسلمين لا تتجاوز 12%، فهل يعقل أن يكون عندنا جناحين بمثل هذا التفاوت في الأمة، وهل هذا يفسر المسيرة المعوجة للأمة لأن أحد جناحييها شبه مقطوع، أو غير مكتمل النمو!
ثم هل هذا الجناح المقطوع أو المقصوص يعمل بنفس الاتجاه والغاية التي يعمل بها الجانب السني الأكبر والأصيل؟
هل تحركات هذا الجناح العليل السياسية من إثارة البلابل والقلاقل في البلاد المجاورة الأخرى وغيرها، يكون جناحاً طبيعياً؟
هل الجناح الذي يستعدى أعداء الأمة عليها يعد جناحاً طبيعياً ومنتمياً لهذا الجسد؟ الجناح الذي اجتمع في لندن لطلب الاحتلال للعراق للتخلص من صدام حسين. الجناح الذي يفتخر بأنه ساهم مع الشيطان الأكبر أمريكا بغزو أفغانستان والعراق!
هل الجناح الذي لا يترك جانب فيه اجتماع للكلمة إلا ويفتته جناح سليم؟ فلا يشارك الجناح الصغير الجناح الكبير في موعد صلاة ولا في ثبوت شهر رمضان وخروجه، ولا في وقفة يوم عرفة، ولا يدع مؤسسة رسمية تعنى بشؤون المسلمين سنة وشيعة إلا ويعمل على تفتيتها ففي لبنان أخرجوا المجلس الشيعي الأعلى بشكل مستقل عن بقية المكونات الإسمية، وفي البحرين والكويت والعراق، تم المطالبة بفصل الوقف الشيعي عن الوقف السني، وعاشت الوحدة الإسلامية.
وهل الجناح الذي يعشق إطلاق النار والقذائف والبراميل المتفجرة على شقه الثاني جناح عاقل؟ كما يحدث في العراق وسوريا والبحرين واليمن ولبنان وغيرها.
لا أدرى حين يكون للكائن جناح أكبر من الآخر بستة أضعاف، ويتحرك عامداً بخلاف حركة أخيه الكبير، كيف سيكون شكل هذا الكائن وكيف ستكون حركته؟؟ وعندها أليس بتر هذا العضو أسلم لحياة هذا الكائن وبقائه !!