الشلاتي والسرسري
شاهر الشريدة
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2016-02-14 الساعة 12:26
بالقرى بنقول، فلان طالع شلاتي، والله يخزيك يا شلاتي، بنقولها للي تصرفاته رديّة، ولما بنشوف حدا براقب الناس اللي حواليه بدقة، بنقول هالزلمة عيونه مثل عيون السرسري. يعني مش مزبوط.
بالرجوع لأصل هالكلمتين، بنلاقي إنه ايام الدولة العثمانية، كان فيه موظف مسماه الوظيفي، شلاتي، وظيفته مراقبة الاسعار بالسوق.
ولأن الشلاتي صار يرتشي، ويسكت عن التجار، ويقبض من هون ومن هون، من تحت الطاولة وفوق الطاولة، عيّنوا موظف بمسمى السرسري، لمراقبة الشلاتي ليقوم بشغله صح، ويمنعوه من الرشاوي.
مع الوقت، اتعلم السرسري سر اللعبة ودخل الجو، وصار حرامي ومرتشي مثل الشلاتي، وبحكم انه مراقب للشلاتي، اكيد بده يكون حرامي اكبر، لأنه بكسب من الجهتين، من التجار، ومن الشلاتي عشان يسكت عنه، ويسمحله يرتشي.
وبسبب انحراف مهمتهم عن اصلها، وصاروا الاثنين حرامية، صار معنى هالكلمتين الحرامي.
بدولتنا بعده مطبق نظام الشلاتية والسرسرية، ولكن بشكل أوسع، وصار هالوضع منتشر، مش بس للأسعار.
دوائر ومؤسسات ووزارات فيها الشلاتي، وفيها الاكبر منه السرسري، وكله بده يقبض من مبدأ لحس الأصبع.