اتصل بنا
 

السقوط العشوائي للقذائف السورية يحيل أيام سكان الحدود إلى رعب

نيسان ـ الغد ـ نشر في 2016-02-15 الساعة 09:02

x
نيسان ـ

ينظر القاطنون بقرى وبلدات المناطق الحدودية في الشمال، وخصوصا في لواء الرمثا بعين من القلق والتوتر حيال تصاعد الوضع العسكري في الجنوب السوري، في ظل توالي سقوط قذائف عشوائية بالقرب من مناطق سكناهم بشكل شبه يومي.
وشهد شهر تموز (يوليو) من العام الماضي سقوط أول القذائف العشوائية، التي ضربت إحداها السوق التجاري لمدينة الرمثا، ما أدى إلى استشهاد أحد المواطنين آنذاك، الا ان الحادث تم النظر اليه كعرضي كونه لم يحدث من قبل ولم يتكرر طيلة اشهر تلت.
وعلى الرغم من ان المواطنين اعتادوا سماع دوي الانفجارات بشكل يومي وشدتها تتبع مدى قربها وطبيعة كثافة العمليات، الا انها لم تشكل حالة من الهلع كما هو الحال الآن، خاصة خلال الايام الثلاثة الماضية، حيث تطور سماع الاصوات الى سقوط عدة قذائف طالت بعض المنازل بالأضرار المادية دون إصابات بشرية، علاوة على ان مناطق سقوطها تشير أن العمليات باتت قريبة جدا، كونها سقطت بمناطق قرب بلدة بشرى المتاخمة لمدينة إربد وتعد احدى مناطق بلديتها.
وقال علي السالم إن الأوضاع الحالية في لواء الرمثا عمقت من بوادر القلق والخوف لدى المواطنين، الذين شرعوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي ببث خواطر متصلة بهذا القلق، مطالبين الحكومة التدخل لوضع حد لهذه المشكلة اتساقا مع مفهوم أن "القذيفة التي لم تؤذ اليوم لربما تكون قاتلة غدا".
وأشار الى ان العديد من سكان اللواء يبدون تخوفهم من وصول القذائف العشوائية الى منازلهم، وخصوصا أن المعارك لا تبعد اكثر من 10 كيلومترات عن منازل المواطنين في البلدات المحاذية للحدود السورية والمتمثلة بـ(الطرة، عمراوة، الذنيبة والشجرة).
وقال محمد الدرابسة إن اصوات الانفجارات قريبة جدا من منازلهم، ما يسبب حالة من الهلع والخوف بين سكان اللواء، لافتا الى ان معظم القذائف التي سقطت خلال الاعوام الماضية لم تنفجر وانحصرت الاضرار بشكل عام عند الأمور المادية.
واعتبر الدرابسة أن الحل للحفاظ على حياة المواطنين من القذائف السورية العشوائية، بترحيل جميع السكان القربين من المناطق الحدودية إلى أماكن بعيدة، وهذا الأمر مستبعد في ظل عدم قدرة المواطنين على ترك منازلهم في الوقت الراهن والذهاب إلى اماكن اخرى.
وطالب الجهات المعنية بالعمل قدر المستطاع على تأمين حمايتهم من القذائف السورية العشوائية من خلال تركيب صفارات إنذار، ووجود شعبة لسلاح الهندسة في اللواء من أجل تفكيك اي قذيفة تسقط بسرعة خوفا من انفجارها.
ووصل عدد القذائف التي سقطت على مدينة الرمثا من الجانب السوري خلال الخمس سنوات الماضية إلى 80 قذيفة هاون، انفجر منها ما يزيد على 6 قذائف، تسببت إحداها باستشهاد الشاب عبدالمنعم الحوراني (24 عاما) وإصابة آخرين، إضافة إلى خسائر مادية لحقت ببعض المنازل، وفق مصادر أمنية وشهود عيان.
وتساقطت معظم تلك القذائف في مناطق غير مأهولة بالسكان في أنحاء مختلفة بالرمثا والمناطق الحدودية (الذنيبة، الشجرة، الطرة وعمراوة)، فيما قدر عدد القذائف السورية التي سقطت منذ بداية العام الحالي بحوالي 6 قذائف.
وقال رئيس بلدية سهل حوران أحمد موسى الشبول إن أعداد القذائف ارتفع هذا الشهر بشكل كبير بعد أن شهدت الاشهر الماضية هدوءا تاما.
وأشار إلى أن سكان المناطق الحدودية عاشوا خلال الأسبوعين الماضيين أيام رعب جراء الأصوات العالية داخل الأراضي السورية التي لا تبعد عن الأردن إلا عدة أمتار، لافتين إلى أن العديد من السكان باتوا لا ينامون الليل جراء شدة الانفجارات.
وأكد الشبول، أن الأمر زاد تعقيدا على سكان المناطق الحدودية إثر التساقط المستمر للقذائف، وتخوف الأهالي من سقوط قذائف على منازلهم فجأة.
وطالب الشبول الجهات المعنية بتوفير حماية للمناطق الحدودية من أي حوادث سقوط للقذائف العشوائية، مؤكدا أن السكان في الرمثا يعيشون أوضاعا مأساوية، وباتوا غير قادرين على ممارسة حياتهم الطبيعية.
بدوره، قال رئيس بلدية الرمثا الجديدة إبراهيم الصقار إن مدينة الرمثا تعيش في حالة حرب لتوالي سقوط القذائف بشكل عشوائي على جميع المناطق، مؤكدا أن الأوضاع في الرمثا صعبة جدا.
وأكد أن الأوضاع الاقتصادية في اللواء باتت صعبة ايضا، لافتا إلى أن استمرار تساقط القذائف العشوائية في لواء الرمثا أرعب السكان، وباتوا متخوفين على ممارسة أعمالهم.
وعاش سكان لواء الرمثا طوال الأربع سنوات الماضية بعد اندلاع الأحداث في سورية أياما مليئة بالخوف والرعب جراء القصف اليومي داخل الحدود السورية، والقريبة جدا من الرمثا وقرى اللواء، فالليل أصبح غير آمن منذ سقوط أول قذيفة في أحد سهول الرمثا ولم تنفجر وقتها.
وأشار محمد الخزاعلة أحد سكان مدينة الرمثا إلى أن الأسر تعيش في خوف دائم كون المعارك أغلبها تقع في منطقة درعا، والتي لا تبعد عن الرمثا إلا كيلومترات بسيطة، لافتا إلى أن الأطفال لا ينامون الليل جراء اهتزازات البيوت خاصة الأبواب والشبابيك.
ولفت إلى أن السكان باتوا ينامون ويصحون على أصوات الانفجارات والقذائف والبراميل المتفجرة داخل الأراضي السورية، مؤكدا أن أعداد القذائف التي تسقط في الرمثا في تزايد مستمر عما كانت عليه منذ بداية الأزمة السورية.
بدوره، أكد متصرف لواء الرمثا بدر القاضي أن الأوضاع الأمنية في لواء الرمثا طبيعية بالرغم من التساقط العشوائي للقذائف بين الفينة والأخرى، موضحا أن الجهات المعنية تتابع الوضع باستمرار للحيلولة دون وقوع أي حوادث.
ودعا القاضي المواطنين إلى عدم التجمهر في مكان سقوط القذيفة خوفا من انفجارها، لافتا إلى أن معظم القذائف التي سقطت في لواء الرمثا لم تنفجر، وتم التعامل معها من قبل سلاح الهندسة وتفكيكها.

نيسان ـ الغد ـ نشر في 2016-02-15 الساعة 09:02

الكلمات الأكثر بحثاً