اتصل بنا
 

السعودية تتراجع عن الحرب البرية.. في انتظار الجولة المقبلة

نيسان ـ نشر في 2016-02-15 الساعة 09:49

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

الملاحظ أن فكرة التسخين للحرب تراجعت حتى في الخطاب السعودي. لم يكد العرب يرتدون البزة العسكرية حتى خلعوها. ربما كان مع إيران الحق وهي تقرأ المشهد بأنه مجرد حرب إعلامية نفسية.

رغم مناورات "رعد الشمال"، الذي ينفذ في حفر الباطن، شمال السعودية بمشاركة 20 دولة وإسلامية، لكن من يتفحص تصريحات السعوديين ينتبه الى مستوى التبريد الذي حصل في التلويح بالحرب.

هي جولة يبدو أنها فشلت في انتظار تعقيد الأمور أكثر في سوريا. فهذا ما دأب على فعله المجتمع الدولي بأسره طوال 5 سنوات من الصراع.

ندرك أن في حفر الباطن اليوم أكبر قوات عسكرية وآليات تابعة للتحالف الإسلامي، منذ حرب الخليج الأولى والثانية وان هناك من يقول أن ضخامة القوات العسكرية المشاركة لا توحي ان التواجد العسكري، سيكون مجرد مناورة سريعة وإنما شيء اكبر وأعظم يتم الإعداد له. لكن هذا الايحاء يصطدم مع التوجهات السياسية للدول العظمى، وللمجتمع الدولي بأسره، والاهم لواشنطن.

إن قوة التسخين في الهواء المضغوط بالمنطقة ينحشر أكثر وأكثر. فجأة سينفجر كل شيء في وجه الجميع.

المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية السعودي عادل الجبير كشف عن مستوى التراجع عندما غابت كلمة "حرب برية" الى كلمة "قوات خاصة" وحتى هذه ستتحرك عندما تقرر الولايات المتحدة الأمريكية ذلك. لكن الولايات المتحدة لا تتحرك ليس لأنها لا تريد بل لأن مشروعها في سوريا حسم لصالح بناء دولة كردية في الشمال رغم انف الأتراك.

اليوم تظهر المقاتلات الروسية جنبا الى جنب خدمة مع المصالح الأمريكية في شمال سوريا لتدك المصالح التركية، فيما لا تخفى صراع التصريحات بين واشنطن وأنقرة فيما إذا كانت المليشيات الكردية المتمثلة بـ "قوات سوريا الديمقراطية" إرهابية أم لا.

في الميدان يظهر بوضوح شكل الصراع. إنه حلف أمريكي روسي إيراني ضد المعارضة السورية الحليفة لتركيا والسعودية.

لقد حسمت واشنطن بوصلة مصالحها مبكرا في أنها مع تقسيم سوريا عبر بوابة الدولة الكردية. وضد العرب. وهذا ما تدركه تركيا والسعودية لكن يدهما ستبقى قاصرة عن فعل شيء، وكل ما يمكن فعله هو "تهريب" شيء من الأسلحة الممنوعة على الجيش السوري الحر.

نيسان ـ نشر في 2016-02-15 الساعة 09:49

الكلمات الأكثر بحثاً