اتصل بنا
 

أولمرت ... العجوز الذي لم يتعلم الفساد حقا

نيسان ـ نشر في 2016-02-16 الساعة 09:58

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

ولد ايهود أولمرت شمالا قرب شاطئ حيفا على بعد مسيرة نصف ساعة بالسيارة من المكان الذي ولد فيه والدي.
أولمرت طرد والدي من منزله، قبل سنين من شغله منصب عمدة بلدية القدس، مدينتي. وعاش طفولة هانئة مع والده الذي اشتهر بتشدده عضوا في الحركة الصهيونية، في حين مات والدي قبل سنوات ولم يكتب له أن يعود الى منزل جدي.
من هنا بدأت حكاية أولمرت. تحديدا في الوسط من قلب الصراع الكوني في الأرض المقدسة. وهنا ستنتهي بعد صيف. لكن ما الذي أسكنه السجن اليوم بعد سنوات حافلة من الصهيونية.؟
لم تنقذه شهادة البكالوريوس في علم النفس التي يحملها أو دبلوم الفلسفة، ولا حتى دبلوم الحقوق. دخل السجن فاسدا. لأنه لم يفهم سر معادلة الفساد في الكيان المحتل.
ربما بات اليوم على السرير ذاته الذي ينام عليه الرئيس الأسبق موشيه كاتساف الذي يمضي عقوبة السجن "سبع سنوات" بتهمة الاغتصاب.
هل شفعت للعجوز السبعيني سنوات خدمته في لواء غولاني من دون دخول السجن؟ هل بيّضت صفحته علاقاته مع الفاسدين الآخرين خلال شغله منصب وزير شؤون الأقليات في حكومة إسحق شامير اليمينية سنة 1988، أو حين كان وزير الصحة من عام 1990 إلى 1992، وحتى عندما انشغل بتكريس الاستيطان وتسمينه على حساب الارض الفلسطينية عندما شغل منصب عمدة بلدية القدس في الأعوام من 1993 إلى 2003؟ أبدا. برغم كل ذلك دخل السجن فاسدا،
هل شفعت له علاقاته الممتدة والمتشعبة حين تولى منصب وزير التجارة والصناعة عام 2003 ونائب رئيس الوزراء بحكومة ارئيل شارون، أو وزيرا للمالية في 2005. بل رئيسا للحكومة بالإنابة عام 2006 بعد أن فاجأ القدر شارون بجلطته الدماغية، ثم رئيسا للوزراء؟ نهائيا.. برغم كل هذا دخل السجن فاسدا.
ربما كان على أولمرت أن يتعلم شيئا من طقوس الفساد من المسؤولين العرب، أو حتى من وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، التي قدمت جسدها على طبق مصالح إسرائيل، فعلت ثم علت ثم علت من دون أن تهوي كما هوى.
أو انه كان عليه أن يجعل من نفسه نديما ملاصقا ليتعلم الفساد على أصوله من السكير وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان حارس البارات في شوارع موسكو.
لقد اتهم بتلقي الرشوة والفساد في نهاية 2015 وأدين وسجن في شباط الخبّاط 2016 ولم يتعلم أن بإمكانه أن يكون فاسدا، لكن في سياق خدماته الجليلة للكيان المحتل. ففي كل دولة معادلتها الخاصة للفساد.

في دولة الاحتلال، كان يمكن لأولمرت أن يكون فاسدا، لكن كان عليه أن يربط فساده بالمصالح العليا لدولة الاغتصاب. هكذا سيفلت من العقاب، كما أفلت أصحابه، عموما هو مجرد عجوز لم يتعلم من سنينه السبعين.

نيسان ـ نشر في 2016-02-16 الساعة 09:58

الكلمات الأكثر بحثاً