اتصل بنا
 

قمة للاتحاد الأوروبي تحاول انتزاع تسوية مع بريطانيا

نيسان ـ 24 ـ نشر في 2016-02-18 الساعة 10:23

x
نيسان ـ

يسعى القادة الأوروبيون خلال قمة تنطلق اليوم الخميس في بروكسل، لانتزاع تسوية بحلول الجمعة تبقي بريطانيا في صفوف الاتحاد الأوروبي، دون أن تعرض للخطر وحدة الكتلة، في وقت تواجه تحدياً كبيراً مع أسوأ أزمة هجرة في تاريخها.

ومن المتوقع أن تتواصل المفاوضات لمنع خروج بريطانيا من الاتحاد حتى اللحظة الأخيرة، غير أنه يعود لرؤساء الدول والحكومات الـ28 البت في الخلافات العالقة.

وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك عشية قمة وصفت بأنها "لحظة حاسمة" للوحدة الأوروبية ومستقبل العلاقات بين لندن وباقي القارة: "بعد مشاوراتي في الساعات الأخيرة، لا بد لي من أن أقر بكل صراحة، أنه لا يوجد أي ضمان أننا سنتوصل إلى اتفاق".

وأضاف توسك الذي يترأس القمة، في رسالة الدعوة إلى رؤساء الدول والحكومات: "لدينا خلافات حول بعض النقاط السياسية، وأنا مدرك تماماً أنه سيكون من الصعب تجاوزها"، داعياً القادة الأوروبيين إلى اتخاذ مواقف "بناءة".

أزمة اللجوء
ومسألة خروج بريطانيا من الاتحاد ليست الموضوع الخلافي الوحيد على جدول أعمال هذه القمة، إذ سيناقش قادة الدول الـ28 خلال حفل العشاء موضوع اللاجئين، سعياً لتطبيق القرارات التي اتخذت في الخريف من أجل احتواء موجة الهجرة الحالية، غير أنهم منقسمون حول هذه المسألة، وعاجزون بصورة أساسية عن معالجتها.

وإن كان شركاء رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مستعدين للاعتراف بـ"الخصوصية البريطانية"، إلا أنهم عازمون على منع انتقال أي "عدوى" إلى دول أعضاء أخرى، فيما يتعلق بالتنازلات المقدمة إلى لندن، مثل احتمال خفض المساعدات الاجتماعية المقدمة إلى المواطنين الأوروبيين العاملين في بريطانيا.

وهذا الإجراء موضع الجدل الذي يعتبر "تمييزياً" بنظر مبدأ حرية التنقل الذي تأسس عليه الاتحاد الأوروبي، يثير مخاوف دول أوروبا الشرقية والوسطى إذ يستهدف عمالها.

واقترح توسك "آلية إنقاذ" تسمح للندن بالحد بصورة موقتة من التقديمات الاجتماعية للمهاجرين الأوروبيين، وقال دبلوماسي أوروبي معلقاً على هذا الاقتراح إنها آلية "مفصلة خصيصا لمقاس المملكة المتحدة".

دعم لندن
وتلقى رئيس الوزراء البريطاني المحافظ دعماً من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي اعتبرت أن العديد من طلبات الاصلاحات التي تقدمت بها لندن "مبررة".

وتبدي ميركل تساهلاً حتى في مسالة الحوكمة الاقتصادية وتكامل منطقة اليورو، مؤكدة أنها "تتقاسم" مع كاميرون وجهة نظره المؤكدة أنه "ينبغي عدم تجاهل الدول الأعضاء التي لا تعتمد اليورو عملة في المسائل المهمة بالنسبة لهم".

وفي المقابل ترفض فرنسا بشكل قاطع "إتاحة إمكانية فيتو" للندن التي لم تنضم إلى الاتحاد النقدي.

وقال دبلوماسي فرنسي: "يجب أن يدرك كاميرون أننا نبدي الكثير من حسن النية، لكن النص يخص 28 دولة، ويجب أن يتمكن كل واحد من تبريره في بلده".

انقسامات
غير أن أجواء من التفاؤل تسيطر في مقر رئاسة الحكومة، رغم انتقادات المعارضين لأوروبا من حزب الاستقلال "يوكيب" والانقسامات في صفوف المحافظين.

وقال مسؤول حكومي بريطاني طلب عدم كشف اسمه: "نعتقد أننا حققنا تقدماً كبيراً، ونذهب إلى هذه القمة لحسم التفاصيل المتبقية".

وإن كان بوسع كاميرون أن يأمل في انتزاع "أفضل اتفاق ممكن"، للفوز في الاستفتاء الذي تعهد للبريطانيين بتنظيمه اعتباراً من يونيو (حزيران) حول البقاء في الاتحاد أو الخروج منه، فإن أنجيلا ميركل تصل إلى بروكسل في وضع يزداد عزلة وضعفاً بين شركائها في مواجهة أزمة المهاجرين.

انتقادات ألمانيا
وحضت المستشارة شركاءها على القيام بتحرك "مشترك" لحماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، في وقت تثير سياسة فتح الأبواب للمهاجرين التي انتهجتها ألمانيا انتقادات متزايدة.

ولم يتقاسم الأوروبيون حتى الآن توزيع سوى نحو 500 مهاجر من أصل 160 ألف مهاجر وصلوا عبر اليونان وايطاليا، كانوا تعهدوا بإعادة توزيعهم الصيف الماضي.

كما أن فرنسا رفضت مبدأ آلية دائمة لتوزيع المهاجرين مباشرة انطلاقاً من تركيا، دعت اليها ميركل باعتبارها حلاً لازمة المهاجرين.

وكانت المستشارة تعتزم بحث مسألة اللاجئين في بروكسل مع النمسا ومجموعة من الدول الأوروبية "المتطوعة"، بحضور رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، غير أن الأخير ألغى زيارته إثر اعتداء دام في أنقرة.

نيسان ـ 24 ـ نشر في 2016-02-18 الساعة 10:23

الكلمات الأكثر بحثاً